قال تعالى : ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ( 13 ) ) .
قوله تعالى : ( وأنا اخترتك ) : على لفظ الإفراد ، وهو أشبه بما قبله .
ويقرأ : وأنا اخترناك ، على الجمع ، والتقدير : لأنا اخترناك فاستمع ، فاللام تتعلق باستمع ; ويجوز أن يكون معطوفا على أنى ; أي بأني أنا ربك ، وبأنا اخترناك .
قال تعالى : ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ( 14 ) ) .
قوله تعالى : ( لذكرى ) : اللام تتعلق بأقم ، والتقدير : عند ذكرك إياي . فالمصدر مضاف إلى المفعول . وقيل : إلى الفاعل ; أي لذكري إياك ، أو إياها .
قال تعالى : ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ( 15 ) ) .
قوله تعالى : ( أخفيها ) : بضم الهمزة ; وفيه وجهان ; أحدهما : أسترها ; أي من نفسي ; لأنه لم يطلع عليها مخلوقا . والثاني : أظهرها ; قيل : هو من الأضداد .
وقيل : الهمزة للسلب ; أي أزيل خفاءها .
[ ص: 181 ] ويقرأ بفتح الهمزة ، ومعناه : أظهرها ، يقال : خفيت الشيء ، أي أظهرته .
( لتجزى ) : اللام تتعلق بأخفيها . وقيل : بآتية ; ولذلك وقف عليه بعضهم وقفة يسيرة إيذانا بانفصالها عن " أخفيها " وقيل : لفظه لفظ كي ، وتقديره القسم ; أي لتجزين ، و " ما " مصدرية . وقيل : بمعنى الذي ; أي تسعى فيه .
قال تعالى : ( فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ( 16 ) ) .
قوله تعالى : ( فتردى ) : يجوز أن يكون نصبا على جواب النهي ، ورفعا ; أي فإذا أنت تردى .
قال تعالى : ( وما تلك بيمينك يا موسى ( 17 ) ) .
قوله تعالى : ( وما تلك ) : " ما " مبتدأ ، و " تلك " خبره ، وهو بمعنى هذه .
و ( بيمينك ) : حال يعمل فيها معنى الإشارة .
وقيل : هو بمعنى الذي ; فيكون بيمينك صفة لها .
قال تعالى : ( ولي فيها مآرب أخرى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ( 18 ) قال ألقها ياموسى ( 19 ) فألقاها فإذا هي حية تسعى ( 20 ) ) .
قوله تعالى : ( عصاي ) : الوجه فتح الياء لالتقاء الساكنين .
ويقرأ بالكسر ; وهو ضعيف ، لاستثقاله على الياء .
ويقرأ عصى ، وقد ذكر نظيره في البقرة .
و ( أتوكأ ) : وما بعده مستأنف . وقيل : موضعه حال من الياء ، أو من العصا . وقيل : هو خبر " هي " وعصاي مفعول لفعل محذوف . وقيل : هي خبر . و " أتوكأ " خبر آخر .
و ( أهش ) : بالشين المعجمة ; أي أقوم بها على الغنم ، أو أهول ، ونحو ذلك .
ويقرأ بكسر الهاء ; أي أكسر بها على غنمي عاديتها ، من قولك : هششت الخبز ; إذا كسرته بعد يبسه .
ويقرأ بضم الهاء وسين غير معجمة ; من قولك : هس الغنم يهسها ; إذا ساقها . وعدي بعلى ; لأن معناه أقوم بها ، أو أهول .
و ( أخرى ) : على تأنيث الجمع ، ولو قال : أخر ، لكان على اللفظ .
( تسعى ) : يجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا .
و " إذا " للمفاجأة ظرف مكان ، فالعامل فيها " تسعى " أو محذوف . وقد ذكر ذلك .