قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=28908إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين ( 37 ) ) . قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=37فإن الله لا يهدي ) : يقرأ بفتح الياء وكسر الدال على تسمية الفاعل . ولا يهدي : خبر إن . و " من يضل " مفعول يهدي .
[ ص: 108 ] ويقرأ " لا يهدي " بضم الياء على ما لم يسم فاعله ، وفيه وجهان :
أحدهما : أن " من يضل " مبتدأ و " لا يهدي " خبر . والثاني : أن " لا يهدي من يضل " بأسره خبر إن ، كقولك : إن زيدا لا يضرب أبوه .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40nindex.php?page=treesubj&link=28908إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ( 40 ) )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40فيكون ) : يقرأ بالرفع ; أي فهو ، وبالنصب عطفا على نقول ، وجعله جواب الأمر بعيد لما ذكرناه في البقرة .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28908والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ( 41 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41والذين هاجروا ) : مبتدأ ، و " لنبوئنهم " الخبر .
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره المذكور .
( حسنة ) : مفعول ثان لنبوئنهم ; لأن معناه لنعطينهم .
ويجوز أن يكون صفة لمحذوف ; أي دارا حسنة ; لأن بوأته أنزلته .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28908الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ( 42 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=42الذين صبروا ) : في موضع رفع على إضمار هم ; أو نصب على تقدير أعني .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=28908بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ( 44 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44بالبينات ) : فيما تتعلق الباء به ثلاثة أوجه ; أحدها : بـ " نوحي " كما تقول : أوحى إليه بحق . ويجوز أن تكون الباء زائدة . ويجوز أن تكون حالا من القائم مقام الفاعل وهو " إليهم " والوجه الثاني : أن تتعلق بأرسلنا ; أي أرسلناهم بالبينات ، وفيه ضعف ; لأن ما قبل " إلا " لا يعمل فيما بعدها إذا تم الكلام على إلا وما يليها ، إلا أنه قد جاء في الشعر ، كقول الشاعر : نبئتهم عذبوا بالنار جارتهم ولا يعذب إلا الله بالنار
[ ص: 109 ] والوجه الثالث : أن تتعلق بمحذوف تقديره : بعثوا بالبينات . والله أعلم .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=28908أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم ( 47 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=47على تخوف ) : في موضع الحال من الفاعل ، أو المفعول في قوله : " أو يأخذهم " .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون ( 48 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48أولم يروا ) : يقرأ بالياء والتاء ; وقبله غيبة وخطاب يصححان الأمرين (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48يتفيأ ) : يقرأ بالتاء على تأنيث الجمع الذي في الفاعل ، وبالياء لأن التأنيث غير حقيقي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48عن اليمين ) : وضع الواحد موضع الجمع . وقيل : أول ما يبدو الظل عن اليمين ثم ينتقل وينتشر عن الشمال ، فانتشاره يقتضي الجمع . و ( عن ) : حرف جر موضعها نصب على الحال . ويجوز أن تكون للمجاوزة ; أي تتجاوز الظلال اليمين إلى الشمال . وقيل : هي اسم ; أي جانب اليمين .
و ( الشمائل ) : جمع شمال . (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48سجدا ) : حال من الظلال . و ( هم داخرون ) : حال من الضمير في " سجدا " ويجوز أن يكون حالا ثانية معطوفة .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=28908ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ( 49 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=49ما في السماوات ) : إنما ذكر " ما " دون " من " لأنها أعم ، والسجود يشتمل على الجميع .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=28908يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ( 50 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50من فوقهم ) : هو حال من ربهم . ويجوز أن يتعلق بيخافون .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ( 37 ) ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=37فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ . وَلَا يَهْدِي : خَبَرُ إِنَّ . وَ " مَنْ يُضِلُّ " مَفْعُولُ يَهْدِي .
[ ص: 108 ] وَيُقْرَأُ " لَا يَهْدِي " بِضَمِّ الْيَاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ، وَفِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ " مَنْ يُضِلُّ " مُبْتَدَأٌ وَ " لَا يَهْدِي " خَبَرٌ . وَالثَّانِي : أَنَّ " لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ " بِأَسْرِهِ خَبَرُ إِنَّ ، كَقَوْلِكَ : إِنَّ زَيْدًا لَا يُضْرَبُ أَبُوهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( 40 ) )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40فَيَكُونُ ) : يُقْرَأُ بِالرَّفْعِ ; أَيْ فَهُوَ ، وَبِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى نَقُولَ ، وَجَعْلُهُ جَوَابَ الْأَمْرِ بَعِيدٌ لِمَا ذَكَرْنَاهُ فِي الْبَقَرَةِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28908وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ( 41 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41وَالَّذِينَ هَاجَرُوا ) : مُبْتَدَأٌ ، وَ " لَنُبَوِّئَنَّهُمْ " الْخَبَرُ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ يُفَسِّرُهُ الْمَذْكُورُ .
( حَسَنَةً ) : مَفْعُولٌ ثَانٍ لِنُبَوِّئَنَّهُمْ ; لِأَنَّ مَعْنَاهُ لَنُعْطِيَنَّهُمْ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِمَحْذُوفٍ ; أَيْ دَارًا حَسَنَةً ; لِأَنَّ بَوَّأْتَهُ أَنْزَلْتَهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28908الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ( 42 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=42الَّذِينَ صَبَرُوا ) : فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى إِضْمَارِ هُمْ ; أَوْ نَصْبٍ عَلَى تَقْدِيرِ أَعْنِي .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=28908بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ( 44 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44بِالْبَيِّنَاتِ ) : فِيمَا تَتَعَلَّقُ الْبَاءُ بِهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ ; أَحَدُهَا : بِـ " نُوحِي " كَمَا تَقُولُ : أَوْحَى إِلَيْهِ بِحَقٍّ . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْبَاءُ زَائِدَةً . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ حَالًا مِنَ الْقَائِمِ مَقَامَ الْفَاعِلِ وَهُوَ " إِلَيْهِمْ " وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنْ تَتَعَلَّقَ بِأَرْسَلْنَا ; أَيْ أَرْسَلْنَاهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ، وَفِيهِ ضَعْفٌ ; لِأَنَّ مَا قَبْلَ " إِلَّا " لَا يَعْمَلُ فِيمَا بَعْدَهَا إِذَا تَمَّ الْكَلَامُ عَلَى إِلَّا وَمَا يَلِيهَا ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ ، كَقَوْلِ الشَّاعِرِ : نُبِّئْتُهُمْ عَذَّبُوا بِالنَّارِ جَارَتَهُمْ وَلَا يُعَذِّبُ إِلَّا اللَّهُ بِالنَّارِ
[ ص: 109 ] وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ : أَنْ تَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ : بُعِثُوا بِالْبَيِّنَاتِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=28908أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ( 47 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=47عَلَى تَخَوُّفٍ ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْفَاعِلِ ، أَوِ الْمَفْعُولِ فِي قَوْلِهِ : " أَوْ يَأْخُذَهُمْ " .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ( 48 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48أَوَلَمْ يَرَوْا ) : يُقْرَأُ بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ ; وَقَبْلَهُ غَيْبَةٌ وَخِطَابٌ يُصَحِّحَانِ الْأَمْرَيْنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48يَتَفَيَّأُ ) : يُقْرَأُ بِالتَّاءِ عَلَى تَأْنِيثِ الْجَمْعِ الَّذِي فِي الْفَاعِلِ ، وَبِالْيَاءِ لِأَنَّ التَّأْنِيثَ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48عَنِ الْيَمِينِ ) : وُضِعَ الْوَاحِدُ مَوْضِعَ الْجَمْعِ . وَقِيلَ : أَوَّلُ مَا يَبْدُو الظِّلُّ عَنِ الْيَمِينِ ثُمَّ يَنْتَقِلُ وَيَنْتَشِرُ عَنِ الشِّمَالِ ، فَانْتِشَارُهُ يَقْتَضِي الْجَمْعَ . وَ ( عَنْ ) : حَرْفُ جَرٍّ مَوْضِعُهَا نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لِلْمُجَاوَزَةِ ; أَيْ تَتَجَاوَزُ الظِّلَالُ الْيَمِينَ إِلَى الشِّمَالِ . وَقِيلَ : هِيَ اسْمٌ ; أَيْ جَانِبُ الْيَمِينِ .
وَ ( الشَّمَائِلِ ) : جَمْعُ شِمَالٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48سُجَّدًا ) : حَالٌ مِنَ الظِّلَالِ . وَ ( هُمْ دَاخِرُونَ ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي " سُجَّدًا " وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا ثَانِيَةً مَعْطُوفَةً .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=28908وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ( 49 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=49مَا فِي السَّمَاوَاتِ ) : إِنَّمَا ذَكَرَ " مَا " دُونَ " مَنْ " لِأَنَّهَا أَعَمُّ ، وَالسُّجُودُ يَشْتَمِلُ عَلَى الْجَمِيعِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=28908يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ( 50 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50مِنْ فَوْقِهِمْ ) : هُوَ حَالٌ مِنْ رَبِّهِمْ . وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِيَخَافُونَ .