قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109nindex.php?page=treesubj&link=28908أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ) ( 109 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109على تقوى ) : يجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في " أسس " ؛ أي : على قصد التقوى ؛ والتقدير : قاصدا ببنيانه التقوى .
ويجوز أن يكون مفعولا لأسس .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109جرف ) : بالضم والإسكان ، وهما لغتان .
وفي (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109هار ) : وجهان : أحدهما : أصله " هور " أو " هير " على فعل ، فلما تحرك حرف العلة ، وانفتح ما قبله قلب ألفا ؛ وهذا يعرف بالنصب والرفع والجر مثل قولهم :
[ ص: 492 ] كبش صاف ؛ أي : صوف ، ويوم راح ؛ أي : ذو روح . والثاني : أن يكون أصله هاورا ، أو هايرا ، ثم أخرت عين الكلمة فصارت بعد الراء ، وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، ثم حذفت لسكونها وسكون التنوين ، فوزنه بعد [ القلب ] فالع ، وبعد الحذف فال ، وعين الكلمة واو ، أو ياء ؛ يقال : تهور البناء وتهير .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109فانهار به ) : به هنا حال ؛ أي : فانهار وهو معه .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111nindex.php?page=treesubj&link=28908إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) ( 111 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111بأن لهم الجنة ) : الباء هنا للمقابلة ، والتقدير : باستحقاقهم الجنة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111يقاتلون ) : مستأنف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111فيقتلون ويقتلون ) : هو مثل الذي في آخر آل عمران في وجوه القراءة .
( وعدا ) : مصدر ؛ أي : وعدهم بذلك وعدا ، و ( حقا ) : صفته .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112nindex.php?page=treesubj&link=28908التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ) ( 112 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التائبون ) : يقرأ بالرفع ؛ أي : هم التائبون ، ويجوز أن يكون مبتدأ ، والخبر : الآمرون بالمعروف ، وما بعده ، وهو ضعيف .
ويقرأ بالياء على إضمار أعني ، أو أمدح ، ويجوز أن يكون مجرورا صفة للمؤمنين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112والناهون عن المنكر ) : إنما دخلت الواو في الصفة الثامنة إيذانا بأن السبعة عندهم عدد تام ، ولذلك قالوا : سبع في ثمانية ؛ أي : سبع أذرع في ثمانية أشبار ، وإنما دلت الواو على ذلك ؛ لأن الواو تؤذن بأن ما بعدها غير ما قبلها ، ولذلك دخلت في باب عطف النسق .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109nindex.php?page=treesubj&link=28908أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ( 109 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109عَلَى تَقْوَى ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي " أَسَّسَ " ؛ أَيْ : عَلَى قَصْدِ التَّقْوَى ؛ وَالتَّقْدِيرُ : قَاصِدًا بِبُنْيَانِهِ التَّقْوَى .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا لِأَسَّسَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109جُرُفٍ ) : بِالضَّمِّ وَالْإِسْكَانِ ، وَهُمَا لُغَتَانِ .
وَفِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109هَارٍ ) : وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَصْلُهُ " هَوَرَ " أَوْ " هَيَرَ " عَلَى فَعَلَ ، فَلَمَّا تَحَرَّكَ حَرْفُ الْعِلَّةِ ، وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهُ قُلِبَ أَلِفًا ؛ وَهَذَا يُعْرَفُ بِالنَّصْبِ وَالرَّفْعِ وَالْجَرِّ مِثْلُ قَوْلِهِمْ :
[ ص: 492 ] كَبْشٌ صَافٌ ؛ أَيْ : صَوِفٌ ، وَيَوْمٌ رَاحٌ ؛ أَيْ : ذُو رُوحٍ . وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ هَاوِرًا ، أَوْ هَايِرًا ، ثُمَّ أُخِّرَتْ عَيْنُ الْكَلِمَةِ فَصَارَتْ بَعْدَ الرَّاءِ ، وَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا ، ثُمَّ حُذِفَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّنْوِينِ ، فَوَزْنُهُ بَعْدَ [ الْقَلْبِ ] فَالِعٌ ، وَبَعْدَ الْحَذْفِ فَالٌ ، وَعَيْنُ الْكَلِمَةِ وَاوٌ ، أَوْ يَاءٌ ؛ يُقَالُ : تَهَوَّرَ الْبِنَاءُ وَتَهَيَّرَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109فَانْهَارَ بِهِ ) : بِهِ هُنَا حَالٌ ؛ أَيْ : فَانْهَارَ وَهُوَ مَعَهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( 111 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) : الْبَاءُ هُنَا لِلْمُقَابَلَةِ ، وَالتَّقْدِيرُ : بِاسْتِحْقَاقِهِمُ الْجَنَّةَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111يُقَاتِلُونَ ) : مُسْتَأْنَفٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ) : هُوَ مِثْلُ الَّذِي فِي آخِرِ آلِ عِمْرَانَ فِي وُجُوهِ الْقِرَاءَةِ .
( وَعْدًا ) : مَصْدَرٌ ؛ أَيْ : وَعَدَهُمْ بِذَلِكَ وَعْدًا ، وَ ( حَقًّا ) : صِفَتُهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112nindex.php?page=treesubj&link=28908التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) ( 112 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التَّائِبُونَ ) : يُقْرَأُ بِالرَّفْعِ ؛ أَيْ : هُمُ التَّائِبُونَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً ، وَالْخَبَرُ : الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَمَا بَعْدَهُ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَيُقْرَأُ بِالْيَاءِ عَلَى إِضْمَارِ أَعْنِي ، أَوْ أَمْدَحُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَجْرُورًا صِفَةً لِلْمُؤْمِنِينَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) : إِنَّمَا دَخَلَتِ الْوَاوُ فِي الصِّفَةِ الثَّامِنَةِ إِيذَانًا بِأَنَّ السَّبْعَةَ عِنْدَهُمْ عَدَدٌ تَامٌّ ، وَلِذَلِكَ قَالُوا : سَبْعٌ فِي ثَمَانِيَةٍ ؛ أَيْ : سَبْعُ أَذْرُعٍ فِي ثَمَانِيَةِ أَشْبَارٍ ، وَإِنَّمَا دَلَّتِ الْوَاوُ عَلَى ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ الْوَاوَ تُؤْذِنُ بِأَنَّ مَا بَعْدَهَا غَيْرُ مَا قَبْلَهَا ، وَلِذَلِكَ دَخَلَتْ فِي بَابِ عَطْفِ النَّسَقِ .