قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28908وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ) ( 58 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58فانبذ إليهم ) : أي عهدهم ، فحذف المفعول .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58على سواء ) : حال .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=28908ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون ) ( 59 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169ولا تحسبن الذين ) : يقرأ بالتاء على الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمفعول الثاني " سبقوا " .
ويقرأ بالياء ، وفي الفاعل وجهان : أحدهما : هو مضمر ؛ أي : يحسبن من خلفهم ، أو لا يحسبن أحد ، فالإعراب على هذا كإعراب القراءة الأولى . والثاني : أن الفاعل الذين كفروا ، والمفعول الثاني " سبقوا "
[ ص: 467 ] والأول محذوف ؛ أي : أنفسهم . وقيل التقدير : أن سبقوا ، وأن هنا مصدرية مخففة من الثقيلة ، حكي عن
الفراء ، وهو بعيد ؛ لأن " أن " المصدرية موصولة ، وحذف الموصول ضعيف في القياس ، شاذ في الاستعمال .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59إنهم لا يعجزون ) : أي : لا يحسبوا ذلك لهذا . والثاني : أنه متعلق بتحسب ، إما مفعول ، أو بدل من سبقوا ، وعلى كلا الوجهين تكون لا زائدة ، وهو ضعيف لوجهين : أحدهما : زيادة لا . والثاني : أن مفعول حسبت إذا كان جملة وكان مفعولا ثانيا كانت فيه إن مكسورة ؛ لأنه موضع مبتدأ وخبر .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28908وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) ( 60 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60من قوة ) : هو في موضع الحال من " ما " أو من العائد المحذوف في " استطعتم " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60ترهبون به ) : في موضع الحال من الفاعل في اعدلوا ، أو من المفعول ؛ لأن في الجملة ضميرين يعودان إليهما .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28908وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ) ( 61 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=61للسلم ) : يجوز أن تكون اللام بمعنى إلى ؛ لأن جنح بمعنى مال . ويجوز أن تكون معدية للفعل بنفسها ، وأن تكون بمعنى من أجل ، و " السلم " بكسر السين وفتحها لغتان ، وقد قرئ بهما ، وهي مؤنثة ، ولذلك قال : " فاجنح لها " .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=28908يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) ( 64 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64حسبك الله ) : مبتدأ وخبر ، وقال قوم حسبك مبتدأ ، والله فاعله ؛ أي : يكفيك الله .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ومن اتبعك ) : في " من " ثلاثة أوجه : أحدها : جر عطفا على الكاف في حسبك ، وهذا لا يجوز عند
البصريين ؛ لأن العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار لا يجوز . والثاني : موضعه نصب بفعل محذوف دل عليه الكلام تقديره : ويكفي من اتبعك .
[ ص: 468 ] والثالث : موضعه رفع على ثلاثة أوجه : أحدها : هو معطوف على اسم الله فيكون خبرا آخر ؛ كقولك القائمان زيد وعمرو ، ولم يثن حسبك ؛ لأنه مصدر .
وقال قوم : هذا ضعيف ؛ لأن الواو للجمع ، ولا يحسن هاهنا كما لم يحسن في قولهم ما شاء الله وشئت ، وثم هنا أولى . والثاني : أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : وحسبك من اتبعك .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28908وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ) ( 58 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ ) : أَيْ عَهْدَهُمْ ، فَحُذِفَ الْمَفْعُولُ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58عَلَى سَوَاءٍ ) : حَالٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=28908وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ) ( 59 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ ) : يُقْرَأُ بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي " سَبَقُوا " .
وَيُقْرَأُ بِالْيَاءِ ، وَفِي الْفَاعِلِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : هُوَ مُضْمَرٌ ؛ أَيْ : يَحْسَبَنَّ مَنْ خَلْفَهُمْ ، أَوْ لَا يَحْسَبَنَّ أَحَدٌ ، فَالْإِعْرَابُ عَلَى هَذَا كَإِعْرَابِ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى . وَالثَّانِي : أَنَّ الْفَاعِلَ الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي " سَبَقُوا "
[ ص: 467 ] وَالْأَوَّلُ مَحْذُوفٌ ؛ أَيْ : أَنْفُسَهُمْ . وَقِيلَ التَّقْدِيرُ : أَنْ سَبَقُوا ، وَأَنْ هُنَا مَصْدَرِيَّةٌ مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، حُكِيَ عَنِ
الْفَرَّاءِ ، وَهُوَ بَعِيدٌ ؛ لِأَنَّ " أَنْ " الْمَصْدَرِيَّةَ مَوْصُولَةٌ ، وَحَذْفُ الْمَوْصُولِ ضَعِيفٌ فِي الْقِيَاسِ ، شَاذٌّ فِي الِاسْتِعْمَالِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ) : أَيْ : لَا يَحْسَبُوا ذَلِكَ لِهَذَا . وَالثَّانِي : أَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِتَحْسَبُ ، إِمَّا مَفْعُولٌ ، أَوْ بَدَلٌ مِنْ سَبَقُوا ، وَعَلَى كِلَا الْوَجْهَيْنِ تَكُونُ لَا زَائِدَةً ، وَهُوَ ضَعِيفٌ لِوَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : زِيَادَةُ لَا . وَالثَّانِي : أَنَّ مَفْعُولَ حَسِبْتُ إِذَا كَانَ جُمْلَةً وَكَانَ مَفْعُولًا ثَانِيًا كَانَتْ فِيهِ إِنَّ مَكْسُورَةً ؛ لِأَنَّهُ مَوْضِعُ مُبْتَدَأٍ وَخَبَرٍ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28908وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) ( 60 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60مِنْ قُوَّةٍ ) : هُوَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ " مَا " أَوْ مِنَ الْعَائِدِ الْمَحْذُوفِ فِي " اسْتَطَعْتُمْ " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60تُرْهِبُونَ بِهِ ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْفَاعِلِ فِي اعْدِلُوا ، أَوْ مِنَ الْمَفْعُولِ ؛ لِأَنَّ فِي الْجُمْلَةِ ضَمِيرَيْنِ يَعُودَانِ إِلَيْهِمَا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28908وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ) ( 61 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=61لِلسَّلْمِ ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ اللَّامُ بِمَعْنَى إِلَى ؛ لِأَنَّ جَنَحَ بِمَعْنَى مَالَ . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُعَدِّيَّةً لِلْفِعْلِ بِنَفْسِهَا ، وَأَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى مِنْ أَجْلِ ، وَ " السَّلْمِ " بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا لُغَتَانِ ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ ، وَلِذَلِكَ قَالَ : " فَاجْنَحْ لَهَا " .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=28908يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ( 64 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64حَسْبُكَ اللَّهُ ) : مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، وَقَالَ قَوْمٌ حَسْبُكَ مُبْتَدَأٌ ، وَاللَّهُ فَاعِلُهُ ؛ أَيْ : يَكْفِيكَ اللَّهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64وَمَنِ اتَّبَعَكَ ) : فِي " مَنْ " ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا : جَرٌّ عَطْفًا عَلَى الْكَافِ فِي حَسْبُكَ ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ عِنْدَ
الْبَصْرِيِّينَ ؛ لِأَنَّ الْعَطْفَ عَلَى الضَّمِيرِ الْمَجْرُورِ مِنْ غَيْرِ إِعَادَةِ الْجَارِّ لَا يَجُوزُ . وَالثَّانِي : مَوْضِعُهُ نَصْبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ تَقْدِيرُهُ : وَيَكْفِي مَنِ اتَّبَعَكَ .
[ ص: 468 ] وَالثَّالِثُ : مَوْضِعُهُ رَفْعٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى اسْمِ اللَّهِ فَيَكُونُ خَبَرًا آخَرَ ؛ كَقَوْلِكَ الْقَائِمَانِ زَيْدٌ وَعَمْرٌو ، وَلَمْ يُثَنِّ حَسْبُكَ ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ .
وَقَالَ قَوْمٌ : هَذَا ضَعِيفٌ ؛ لِأَنَّ الْوَاوَ لِلْجَمْعِ ، وَلَا يَحْسُنُ هَاهُنَا كَمَا لَمْ يَحْسُنْ فِي قَوْلِهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ ، وَثُمَّ هُنَا أَوْلَى . وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ : وَحَسْبُكَ مَنِ اتَّبَعَكَ .