فصل
ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم كلثوم أنه قال : » . وثبت عنه أنه قال : «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ، فينمي خيرا ويقول خيرا » ، وكان إذا أراد غزوة ورى بغيرها . وثبت عنه أنه قال : «الحرب خدعة » ، فلما دخل ألان له القول وقال : «بئس أخو العشيرة ، إن شر الناس من ودعه الناس اتقاء فحشه عائشة » . «يا
قالت أم كلثوم : ولم أسمعه . . . يرخص فيما يقول الناس إنه كذب إلا في الحرب والإصلاح بين الناس والرجل يحدث امرأته
فهذه المعاني التي جاءت بها النصوص يجمعها نوعان : المسالمة لمن أمر الله بمسالمته ، والمحاربة لمن أمر الله بمحاربته . فالإصلاح بين الاثنين هو من نوع المسالمة الشرعية ، وإصلاح الرجل بينه وبين امرأته من أعظم الإصلاح والمسالمة الشرعية ، وكذلك إصلاح الرجل بينه وبين من يؤمر بمسالمته من إخوانه ورعيته وأئمته . فإذا كان هو مأمورا بأن يصلح بين فئتين من المؤمنين غيره ، فلأن يؤمر أن يصلح بينه وبين [ ص: 68 ] إخوانه من المؤمنين أولى ، فإنه إلى هذا أحوج ، وهو عليه أوكد إيجابا أو استحبابا ، إذ التأليف بين الناس والإصلاح بينهم فرع مؤالفته لهم وصلاح حاله معهم . قال الله تعالى : فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم [الأنفال :1] ، وقال : ادفع بالتي هي أحسن السيئة [المؤمنون :96] ، وقال : وقولوا للناس حسنا [البقرة :83] ، وقال : وعاشروهن بالمعروف [النساء :19] ، وقال : فأصلحوا بين أخويكم [الحجرات :10] ، وقال : إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس [النساء :114] .