[ ص: 227 ] قاعدة في شمول آي الكتاب والسنة
والإجماع أمر الثقلين الجن والإنس، وما يتعلق بهم من الخطاب وغيره
[ ص: 228 ] [ ص: 229 ] قال سيدنا وشيخنا شيخ الإسلام
تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية الحراني رحمه الله:
قاعدة شريفة
ثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أمر الثقلين: الجن والإنس، كما أخبر به في سورة الأنعام في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم ، وبقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين .
وثبت أن
nindex.php?page=treesubj&link=28747محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسول إلى الثقلين جميعا، كما أخبر به في سورة الرحمن ، وقل أوحي ، والأحقاف ، وكما في الأحاديث المشهورة، مثل حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وغيره.
وثبت بالسنة والإجماع مع ما دل عليه القرآن أن
nindex.php?page=treesubj&link=20741_20739القلم مرفوع عن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة وغيرهما:
nindex.php?page=hadith&LINKID=669639 "رفع القلم عن ثلاث" ، مع قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=58يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم [ ص: 230 ] الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=59وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=6وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده في غير موضع ، مع ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من
nindex.php?page=treesubj&link=8267_8266نهيه عن قتل النساء والصبيان، وأنه استعرض
قريظة فمن أنبت قتله، ومن لم ينبت لم يقتله. وما روي من الأحاديث التي فيها:
"ثلاثة كلهم يدلي على الله بحجته" .
فأما قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ونحو ذلك، فإنما يتناول من لا يعقل من الأطفال والمجانين، فأما الصبي المميز فتكليفه ممكن في الجملة، ولهذا يصحح أكثر الفقهاء تصرفاته تارة مستقلا كإيمانه، وتارة بالإذن كمعاوضاته الكبيرة.
[ ص: 227 ] قَاعِدَةٌ فِي شُمُولِ آيِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ
وَالْإِجْمَاعِ أَمْرَ الثَّقَلَيْنِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِمْ مِنَ الْخِطَابِ وَغَيْرِهِ
[ ص: 228 ] [ ص: 229 ] قَالَ سَيِّدُنَا وَشَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ
تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَةَ الْحَرَّانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:
قَاعِدَةٌ شَرِيفَةٌ
ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ أَمْرُ الثَّقَلَيْنِ: الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، كَمَا أَخْبَرَ بِهِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ، وَبِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ .
وَثَبَتَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28747مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَسُولٌ إِلَى الثَّقَلَيْنِ جَمِيعًا، كَمَا أَخْبَرَ بِهِ فِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ ، وَقُلْ أُوحِيَ ، وَالْأَحْقَافِ ، وَكَمَا فِي الْأَحَادِيثِ الْمَشْهُورَةِ، مِثْلَ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِ.
وَثَبَتَ بِالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ مَعَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20741_20739الْقَلَمَ مَرْفُوعٌ عَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، كَمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةَ وَغَيْرِهِمَا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=669639 "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ" ، مَعَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=58يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ [ ص: 230 ] الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=59وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=6وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ، وَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ، مَعَ مَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=8267_8266نَهْيِهِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، وَأَنَّهُ اسْتَعْرَضَ
قُرَيْظَةَ فَمَنْ أَنْبَتَ قَتَلَهُ، وَمَنْ لَمْ يُنْبِتْ لَمْ يَقْتُلْهُ. وَمَا رُوِيَ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا:
"ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ يُدْلِي عَلَى اللَّهِ بِحُجَّتِهِ" .
فَأَمَّا قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا وَنَحْوُ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا يَتَنَاوَلُ مَنْ لَا يَعْقِلُ مِنَ الْأَطْفَالِ وَالْمَجَانِينِ، فَأَمَّا الصَّبِيُّ الْمُمَيِّزُ فَتَكْلِيفُهُ مُمْكِنٌ فِي الْجُمْلَةِ، وَلِهَذَا يُصَحِّحُ أَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ تَصَرُّفَاتِهِ تَارَةً مُسْتَقِلًّا كَإِيمَانِهِ، وَتَارَةً بِالْإِذْنِ كَمُعَاوَضَاتِهِ الْكَبِيرَةِ.