[ ص: 67 ] رسالة إلى المنسوبين إلى التشيع
وغيرهم في العراق ومشهد المنتظر
[ ص: 68 ] بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام العالم فريد عصره، مفتي الفرق، شيخ الإسلام
تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام العالم شهاب الدين عبد الحليم بن الشيخ الإمام العلامة مجد الدين عبد السلام ابن تيمية -رضي الله عنه وأرضاه وأعلى درجته-:
هذا الكتاب إلى من يصل إليه من الإخوان المؤمنين، الذين يتولون الله ورسوله والذين آمنوا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=56ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ، الذين يحبون الله ورسوله ومن أحبه الله ورسوله، ويعرفون من حق المتصلين برسول الله ما شرعه الله ورسوله، فإن من محبة الله وطاعته محبة رسوله وطاعته، ومن محبة رسوله وطاعته محبة من أحبه الرسول وطاعة من أمر الرسول بطاعته، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=688180 "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى أميري فقد عصاني" .
[ ص: 70 ]
وقال - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656612 "إنما الطاعة في المعروف" .
وقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=30912 "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل وهو على كل شيء قدير، ونصلي على إمام المتقين وخاتم النبيين
محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=28749الله سبحانه وتعالى بعث محمدا بالكتاب والحكمة، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ، وقال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ، وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=231واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به ، وقال لأزواج نبيه:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة .
[ ص: 71 ]
والذي كان يتلوه هو ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في بيوت أزواجه: كتاب الله والحكمة، فكتاب الله هو القرآن، والحكمة هي ما كان يذكره من كلامه، وهي سنته. فعلى المسلمين أن يتعلموا هذا وهذا.
وفي الحديث المشهور الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وغيره عن أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665201 "ستكون فتنة"، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: "كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه. من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم".
وقال الله تعالى في كتابه:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وقال في كتابه:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=159إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء .
فذم الذين تفرقوا فصاروا أحزابا وشيعا، وحمد الذين اتفقوا وصاروا
[ ص: 72 ] جميعا معتصمين بحبل الله الذي هو كتابه شيعة واحدة للأنبياء، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=83وإن من شيعته لإبراهيم .
وإبراهيم هو إمام الأنبياء، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ، وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=120إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين إلى أن قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=123ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين .
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم أمته أن يقولوا إذا أصبحوا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=695667 "أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين" .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=697391 "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، فلا ألفين رجلا شبعان على أريكته يقول: بيننا وبينكم هذا القرآن، فما وجدنا فيه من حلال حللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه. إلا إني أوتيت الكتاب ومثله معه" .
فهذا الحديث موافق لكتاب الله، فإن الله ذكر في كتابه أنه - صلى الله عليه وسلم -
[ ص: 73 ] يتلو الكتاب والحكمة، وهي التي أوتيها مع الكتاب، وقد
nindex.php?page=treesubj&link=28827أمر في كتابه بالاعتصام بحبله جميعا، ونهى عن التفرق والاختلاف، و [أمر] أن نكون شيعة واحدة لا شيعا متفرقين. وقال الله تعالى في كتابه:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين . فجعل المؤمنين إخوة، وأمر بالإصلاح بينهم بالعدل مع وجود الاقتتال والبغي.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661693 "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" . وقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652266 "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"، وشبك بين أصابعه .
[ ص: 67 ] رِسَالَةٌ إِلَى الْمَنْسُوبِينَ إِلَى التَّشَيُّعِ
وَغَيْرِهِمْ فِي الْعِرَاقِ وَمَشْهَدِ الْمُنْتَظَرِ
[ ص: 68 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ فَرِيدُ عَصْرِهِ، مُفْتِي الْفِرَقِ، شَيْخُ الْإِسْلَامِ
تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الشَّيْخِ الْإِمَامِ الْعَالِمِ شِهَابِ الدِّينِ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ الشَّيْخِ الْإِمَامِ الْعَلَّامَةِ مَجْدِ الدِّينِ عَبْدِ السَّلَامِ ابْنِ تَيْمِيَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ وَأَعْلَى دَرَجَتَهُ-:
هَذَا الْكِتَابُ إِلَى مَنْ يَصِلُ إِلَيْهِ مِنَ الْإِخْوَانِ الْمُؤْمِنِينَ، الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=56وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهَ هُمُ الْغَالِبُونَ ، الَّذِينَ يُحِبُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيَعْرِفُونَ مِنْ حَقِّ الْمُتَّصِلِينَ بِرَسُولِ اللَّهِ مَا شَرَعَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَإِنَّ مِنْ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ مَحَبَّةَ رَسُولِهِ وَطَاعَتَهُ، وَمِنْ مَحَبَّةِ رَسُولِهِ وَطَاعَتِهِ مَحَبَّةُ مَنْ أَحَبَّهُ الرَّسُولُ وَطَاعَةُ مَنْ أَمَرَ الرَّسُولُ بِطَاعَتِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهَ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا .
وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=688180 "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي" .
[ ص: 70 ]
وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656612 "إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ" .
وَقَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=30912 "لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ" .
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَإِنَّا نَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَهُوَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَنُصَلِّي عَلَى إِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ
مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28749اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ، لِيُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مَنَّ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مَنَّ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ، وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=231وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ ، وَقَالَ لِأَزْوَاجِ نَبِيِّهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ .
[ ص: 71 ]
وَالَّذِي كَانَ يَتْلُوهُ هُوَ وَرَسُولُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ: كِتَابُ اللَّهِ وَالْحِكْمَةُ، فَكِتَابُ اللَّهِ هُوَ الْقُرْآنُ، وَالْحِكْمَةُ هِيَ مَا كَانَ يَذْكُرُهُ مِنْ كَلَامِهِ، وَهِيَ سُنَّتُهُ. فَعَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا هَذَا وَهَذَا.
وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ الَّذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665201 "سَتَكُونُ فِتْنَةٌ"، قُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمِ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسُنُ، وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ. مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ، وَقَالَ فِي كِتَابِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=159إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ .
فَذَمَّ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا فَصَارُوا أَحْزَابًا وَشِيَعًا، وَحَمِدَ الَّذِينَ اتَّفَقُوا وَصَارُوا
[ ص: 72 ] جَمِيعًا مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ كِتَابُهُ شِيعَةً وَاحِدَةً لِلْأَنْبِيَاءِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=83وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ .
وَإِبْرَاهِيمُ هُوَ إِمَامُ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ، وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=120إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَنْ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=123ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُ أُمَّتَهُ أَنْ يَقُولُوا إِذَا أَصْبَحُوا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=695667 "أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ وَكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَدِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" .
وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=697391 "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، فَلَا أُلْفِيَنَّ رَجُلًا شَبْعَانَ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هَذَا الْقُرْآنُ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ حَلَّلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ. إِلَّا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ" .
فَهَذَا الْحَدِيثُ مُوَافِقٌ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[ ص: 73 ] يَتْلُو الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ، وَهِيَ الَّتِي أُوتِيَهَا مَعَ الْكِتَابِ، وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=28827أَمَرَ فِي كِتَابِهِ بِالِاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ جَمِيعًا، وَنَهَى عَنِ التَّفَرُّقِ وَالِاخْتِلَافِ، وَ [أَمَرَ] أَنْ نَكُونَ شِيعَةً وَاحِدَةً لَا شِيَعًا مُتَفَرِّقِينَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهِ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . فَجَعَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِخْوَةً، وَأَمَرَ بِالْإِصْلَاحِ بَيْنَهُمْ بِالْعَدْلِ مَعَ وُجُودِ الِاقْتِتَالِ وَالْبَغْيِ.
وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661693 "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ" . وَقَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652266 "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ .