57 - حدثنا أحمد بن محمد بن نيزك ، ثنا عن عبد الوهاب بن عطاء ، سعيد ، عن " ( قتادة : فلا صدق ولا صلى ) [ ص: 132 ] ، قال : لا صدق بكتاب الله ، ولا صلى لله : ( ولكن كذب وتولى ) ، كذب بآيات الله ، وتولى عن طاعته : ( ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) أي : يتبختر ، وهي مشية عدو الله أبي جهل ، ذكر لنا أن نبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بمجامع ثيابه ، فقال : ( أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى ) ، وعيد على إثر وعيد " .
قال أبو عبد الله :
وقال الله تعالى : ( وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين ) .
وقال : ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم ) .
ولقد شدد - تبارك وتعالى - الوعيد في تركها ، ووكده على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، بأن أخرج تاركها من الإيمان بتركها ، فقال : ولم تجعل فريضة من أعمال العباد ، علامة بين الكفر والإيمان إلا الصلاة ، [ ص: 133 ] " ليس بين العبد ، وبين الكفر من الإيمان ، إلا ترك الصلاة " .
فأخبر أنها نظام للتوحيد ، وأكفر بتركها ، كما أكفر بترك التوحيد .
ثم أخرج من الإيمان من عاهد من جميع العباد على الإيمان ، فقال : " العهد الذي بيننا ، وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر " .
وإن كانت العلماء مختلفة في فإنهم مجمعون على الرواية بإكفار من تركها ، ثم ما غلظ في تركها وجوب النار ، وإيجاب المغفرة والرحمة لمن قام بها . الإكفار بتركها ،