[ما يدل على - : ] افتراض الصلاة على الأنبياء والرسل عليهم ، - وعلى نبينا الصلاة والسلام
قال ومما دل الله تعالى به على " تعظيم قدر الصلاة " ، ومباينتها لسائر الأعمال : إيجابه إياها على أنبيائه ورسله ، وإخباره عن تعظيمهم إياها ، فمن ذلك أنه - جل وعز - قرب أبو عبد الله : موسى نجيا ، وكلمه تكليما ، فكان أول ما افترض عليه ، بعد افتراضه عليه عبادته إقام الصلاة ، ولم ينص له فريضة غيرها ، فقال - تبارك وتعالى - مخاطبا لموسى بكلماته ، ليس بينه وبينه ترجمان : ( فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) ، فدل ذلك على إذ لم يبد مناجيه وكليمه بفريضة أول منها . عظم قدر الصلاة ، وفضلها على سائر الأعمال ،
ثم ما أخبر عن سحرة فرعون بعد شركهم وعنادهم ، إذ يحلفون بعزة فرعون ، متخذين إلها من دون الله ، ولم يأتهم رسول قبل ذلك ، ولا سمعوا كتابا ، فلما أراهم موسى الآية ، حين ألقى عصاه ، فقلبها الله حية تسعى ، فالتقفت [ ص: 97 ] حبالهم وعصيهم ، فعلموا أن ذلك ليس بسحر ، ولا يشبهه فعل بني آدم ، انقادوا للإيمان بالله - عز وجل - ، فلم يلهموا طاعة يرجعون بها إلى الله ، ويترضونه بها ، ظنا أن يغفر لهم عما كان منهم إلا السجود ، وهو أعظم الصلاة ، قال الله - عز وجل - : ( فألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) .
فعفروا وجوههم لله في التراب خضوعا له ، فلم يجعل الله لهم مفزعا إلا إلى الصلاة ، مع الإيمان به ، وهي مفزع كل منيب .