الخوارج وفساد مذهبهم : أدلة أخرى على ضلالة
* قال ومن الدليل على ضلالة أبو عبد الله : الخوارج سوى ما ذكرنا مخالفتهم لجماعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقتل بينهم خلق كثير ، لم يشهد بعضهم على بعض بالكفر ، ولا استحل بعضهم مال بعض ، وقعد عن الفريقين جميعا جماعة من [ ص: 638 ] أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يشهد القاعدون عليهم بالكفر ، ولا شهدوا أولئك على هؤلاء بالكفر ، ولم يحجب أحد منهم عن أحد صلاته ، واستغفاره تأثما من ذلك ، ولا حرم أحد امرأة على زوجها بذنب أصابه ، وظهر اقتتل المسلمون يوم الجمل ، ويوم صفين ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين ، والأنصار متوافرون ، على علي أهل النهروان ، ولم يحكم عليهم ، وفيهم بحكم الكفار ، بل حكم عليهم بأحكام المسلمين ، مع ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الذي قتل نفسه : " أما أنا فلا أصلي عليه " ، مع أنه لم ينه الناس عن الصلاة عليه ، وقال في الذي غل من الغنائم : . " صلوا على صاحبكم "
* وقد ذهب جماعة من العلماء إلى أن القاتل نفسه ، والغال ، ومن أشبههما إذا مات ، ولم يظهر منه توبة ، فإن إمام المسلمين يمتنع من الصلاة عليه عقوبة له ، وموعظة لغيره ، ويصلي عليه سائر المسلمين .
692 - حدثنا بذلك ، ثنا إسحاق ، الملائي ، ثنا عن زهير أبو خيثمة ، عن سماك بن حرب ، جابر بن سمرة ، [ ص: 639 ] أن رجلا قتل نفسه بمشقص ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما أنا فلا أصلي عليه " .