[ ص: 506 ] مبحث الفرق بين الإسلام والإيمان
قال اختلف أصحابنا في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم : أبو عبد الله : فقالت طائفة منهم : إنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم إزالة اسم الإيمان عنه من غير أن يخرجه من الإسلام ولا يزيل عنه اسمه ، وفرقوا بين الإيمان والإسلام ، وقالوا : إذا زنى فليس بمؤمن ، وهو مسلم ، واحتجوا لتفريقهم بين الإيمان والإسلام بقول الله تبارك وتعالى : ( " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) ، فقالوا : الإيمان خاص يثبت الاسم به بالعمل بالتوحيد ، والإسلام عام يثبت الاسم به بالتوحيد ، والخروج من ملل الكفر ، واحتجوا بحديث الذي : سعد بن أبي وقاص
560 - حدثنا أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبيه عامر بن سعد بن أبي وقاص ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطى رجالا ، ولم يعط رجلا منهم شيئا ، فقلت : يا رسول الله ، أعطيت فلانا ، وفلانا ، ولم [ ص: 507 ] تعط فلانا ، وهو مؤمن ؟ ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أومسلم ؟ حتى أعادها سعد ثلاثا ، والنبي يقول : أومسلم ؟ ! ثم قال : إني أعطي رجالا ، وأمنع آخرين ، هم أحب إلي منهم مخافة أن يكبوا على وجوههم في النار " .
قال فنرى أن الزهري : الإسلام الكلمة ، والإيمان العمل .
561 - حدثنا ثنا محمد بن يحيى ، مسدد ، ثنا معتمر ، ثنا عن عبد الرزاق ، عن معمر بن راشد ، عن [ ص: 508 ] الزهري ، عن أبيه ، بهذه القصة . عامر بن سعد ،