274 - حدثنا محمد بن عبيد بن حساب ، ثنا ثنا حماد بن زيد ، معبد بن هلال ، قال : في رهط من أهل أنس بن مالك البصرة ، لم يعلمنا إلا هذا الحديث ، وتشفعنا بثابت ، فانتهينا إليه ، وإذا هو يصلي الضحى ، فاستأذن فأذن لنا ، فدخلنا عليه ، فجلس ثابت معه على سريره ، أو على فراشه ، فقلت لأصحابنا : لا تسألوه عن [شيء] أول من هذا الحديث ، فإنا خرجنا له ، قال ثابت يا ثابت : إن إخوانك من أهل أبا حمزة! ، البصرة ، جاؤوا يسألونك عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعة ؟ ! قال : نعم ، حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : " إذا كان يوم القيامة صار الناس بعضهم في بعض ، فيؤتى آدم ، فيقال له : يا آدم! اشفع لنا إلى ربك! ، فيقول : لست لها ، [ ص: 290 ] ولكن عليكم بإبراهيم ، فهو خليل الله ، فيؤتى إبراهيم فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى ، فإنه كليم الله ، فيؤتى موسى ، فيقول : لست لها ، لكن عليكم بعيسى ، فهو روح الله وكلمته ، فيؤتى عيسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمد ، فأوتى ، فأقول : أنا لها ، فأنطلق ، فأستأذن على ربي ، فيؤذن لي عليه ، فأقوم بين يديه ، ويعلمني محامد لا أقدر عليها الآن ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، فيقول لي : " محمد! ارفع رأسك ، وقل ، يسمع لك ، وسل ، تعطه ، واشفع ، تشفع " ، فأقول : يا رب! أمتي أمتي ، فيقال لي : " انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال برة " ، وإما قال : " شعيرة من إيمان ، فأخرجه منها! " ، فأنطلق ، فأفعل ذلك ، ثم أعود ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، فيقال لي : " محمد! ارفع رأسك! ، وقل ، يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفع " ، فأقول : أي رب ، أمتي أمتي! ، فيقال لي : " انطلق فمن كان في قلبه مثقال خردلة من إيمان فأخرجه منها ، فأنطلق ، فأفعل ، ثم أعود ، فأحمده بتلك المحامد ، فأخر له ساجدا ، فيقال لي : " يا محمد! ، ارفع رأسك ، وقل ، يسمع لك ، وسل ، تعط ، واشفع ، تشفع! " ، فأقول : أي رب! ، أمتي أمتي! ، فيقال لي : " انطلق ، فمن كان في قلبه أدنى من ثلثي مثقال من خردل ، فأخرجه من النار " ، فأنطلق فأفعل " . [ ص: 291 ]
هذا حديث الذي أنبأنا ، حتى إذا كنا بظهر الجبان ، قلنا : لو ملنا إلى أنس وهو مستخف في منزل الحسن ، أبي خليفة ، فأتيناه ، فدخلنا عليه ، فقلنا : يا جئنا من عند أخيك أبا سعيد! ، فلم نسمع بمثل حديث حدثنا في الشفاعة ، فقال : هاتوا كيف حدثكم ، فحدثناه حتى إذا فرغنا ، قال : هيه ، فقلنا : ما زادنا على هذا ، فقال أبي حمزة ، والله لقد حدثني بهذا الحديث منذ عشرين سنة ، وهو جميع فما أدري أنسي الشيخ أم كره أن يحدثكم ، فتنكلوا ؟ فقلنا : يا الحسن : حدثنا! ، فضحك ، وقال : خلق الإنسان عجولا ، إني لم أذكر هذا ، إلا وأنا أريد أن أحدثكموه ، حدثني كما حدثكم منذ عشرين سنة ، قال : " ثم أقوم الرابعة ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، فيقال لي : " يا أبا سعيد! ، محمد! ارفع رأسك ، وقل ، يسمع ، وسل ، تعط ، واشفع ، تشفع! " ، فأرفع رأسي ، فأقول : أي رب! ، ائذن لي فيمن قال : لا إله إلا الله! ، فيقال لي : " ليس ذلك لك ، ولكن وعزتي [ ص: 292 ] وجلالي ، وكبريائي وعظمتي ، لأخرجن منها من قال : لا إله إلا الله ، " فأشهد تحدثنا بهذا يوم سمعنا أنسا " . انطلقت إلى