[ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم
فصل فيما يفوت من المصالح أو يتحقق من المفاسد مع النسيان .
النسيان غالب على الإنسان ، ولا إثم على النسيان ، لم يسقط بنسيانه مع إمكان التدارك ; لأن غرض الشرع تحصيل مصلحته ، فمن نسي صلاة أو صوما أو حجا أو عمرة أو قصاصا أو شيئا من حقوق الله - تعالى - أو حقوق عباده ، فإن كان مما لا يقبل التدارك كالجهاد والجمعات ، وصلاة الكسوف والرواتب - على قول - وصلاة الجنازة في بعض ، وإسكان من يجب إسكانه من الزوجات والآباء والأمهات والرقيق ; سقط وجوبه بفواته ، وإن كان مما يقبل التدارك من حقوق الله ، أو حقوق عباده ، كالصلاة والزكاة والصيام والنذور والديون والكفارات ونفقات الزوجات ، وجب تداركه على الفور إن كان واجبا على الفور ، وإن كان على التراخي فهو باق على تراخيه ، والأولى تعجيله ; لأنه مسارعة في الخيرات . فمن نسي مأمورا به