[ ص: 1198 ] 62 - باب وجوب الإيمان بالشفاعة
قال محمد بن الحسين :
اعلموا رحمكم الله ، أن يزعم أن من دخل النار فليس بخارج [ منها ] ، وهذا مذهب المنكر للشفاعة المعتزلة يكذبون بها ، وبأشياء سنذكرها إن شاء الله ، مما لها أصل في كتاب الله - عز وجل - ، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسنن الصحابة - رضي الله عنهم - ومن تبعهم بإحسان ، وقول فقهاء المسلمين ؛ فالمعتزلة يخالفون هذا كله ، لا يلتفتون إلى سنن الرسول ، ولا إلى سنن أصحابه ، وإنما يعارضون بمتشابه القرآن ، وبما أراهم العقل عندهم .
وليس هذا طريق المسلمين ، وإنما هذا طريق من قد زاغ عن طريق الحق ، وقد لعب به الشيطان .
وقد حذرنا الله - عز وجل - من هذه صفته ، وحذرناهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وحذرناهم أئمة المسلمين قديما وحديثا
فأما ما حذرناهم الله - عز وجل - وأنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم ، وحذرناهم النبي [ ص: 1199 ] صلى الله عليه وسلم ، فإن الله - عز وجل - قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ) . إلى قوله : ( وما يذكر إلا أولو الألباب ) .