88 - باب ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل وقد أمروا باتباعه في كتبهم
قال رحمه الله : محمد بن الحسين
قد تقدم ذكرنا لقول الله عز وجل : ( عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) الآية .
وقال عز وجل : ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) .
قال رحمه الله : محمد بن الحسين
قد محمدا صلى الله عليه وسلم نبي ، وأنه مرسل ، وأنه واجب عليهم اتباعه ، وترك دينهم لدينه ، وأوجب عليهم بيان نبوته لمن لا كتاب عنده من المشركين ، وكانوا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم يقاتلون العرب ، [ ص: 1452 ] فكانت العرب تهزم اليهود ، فقالت اليهود بعضهم لبعض : تعالوا حتى نستفتح قتالنا للعرب علمت اليهود : أن بمحمد ، الذي نجده مكتوبا عندنا أنه يخرج نبيا من العرب ، فكانوا إذا التقوا قالوا : اللهم بحق محمد النبي الأمي ، الذي وعدتنا أنك تخرجه إلا نصرتنا عليهم ، فأجابهم الله عز وجل ، فنصر اليهود على العرب ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به ، حسدا منهم له على علم منهم أنه نبي حق ، لا شك فيه عندهم ، فلعنهم الله عز وجل ، فأنزل الله عز وجل : ( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) .