[ ص: 1107 ] 51 - كتاب الإيمان والتصديق بأن الله عز وجل كلم موسى عليه السلام
الحمد لله المحمود على كل حال ، وصلى الله على محمد النبي ، وعلى آله وسلم .
أما بعد : فإنه موسى فقد كفر ، يستتاب ؛ فإن تاب وإلا قتل . من ادعى أنه مسلم ، ثم زعم أن الله عز وجل لم يكلم
قيل : لأنه رد القرآن وجحده ، ورد السنة ، وخالف جميع علماء المسلمين ، وزاغ عن الحق ، وكان ممن قال الله عز وجل [ فيهم ] : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) .
فأما الحجة عليهم من القرآن ؛ فإن الله عز وجل قال في سورة النساء : ( وكلم الله موسى تكليما ) .
وقال الله عز وجل في سورة الأعراف : ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك ) .
[ ص: 1108 ] وقال عز وجل : ( قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي ) الآية .
وقال عز وجل في سورة طه : ( فلما أتاها نودي يا موسى * إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى * وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) إلى آخر الآيات .
وقال عز وجل في سورة النمل : ( فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين * يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم ) .
وقال عز وجل في سورة القصص : ( فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين ) .
وقال عز وجل في سورة والنازعات : ( هل أتاك حديث موسى * إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ) .
[ ص: 1109 ] قال رحمه الله : محمد بن الحسين
فمن زعم أن الله عز وجل لم يكلم موسى رد نص القرآن ، وكفر بالله العظيم .
فإن قال منهم قائل : إن الله تعالى خلق كلاما في الشجرة ، فكلم به موسى .
قيل له : هذا هو الكفر ، لأنه يزعم أن الكلام مخلوق ، تعالى الله عز وجل عن ذلك ، ويزعم أن مخلوقا يدعي الربوبية ، وهذا من أقبح القول وأسمجه .
وقيل له : يا ملحد ؛ هل يجوز لغير الله أن يقول : إني أنا الله ؟ نعوذ بالله أن يكون قائل هذا مسلما ، هذا كافر ، يستتاب ، فإن تاب ورجع عن مذهبه السوء ، وإلا قتله الإمام ، فإن لم يقتله الإمام ، ولم يستتبه ، وعلم منه أن هذا مذهبه هجر ، ولم يكلم ، ولم يسلم عليه ، ولم يصل خلفه ، ولم تقبل شهادته ، ولم يزوجه المسلم كريمته .