بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
76 - كتاب الإيمان والتصديق بأن الجنة والنار مخلوقتان وأن نعيم الجنة لا ينقطع عن أهلها أبدا وأن عذاب النار لا ينقطع عن أهلها الكفار أبدا
قال رحمه الله : محمد بن الحسين
اعلموا رحمنا الله ، وإياكم أن آدم عليه الصلاة والسلام ، وخلق للجنة أهلا ، وللنار أهلا ، قبل أن يخرجهم إلى الدنيا ، لا يختلف في هذا من شمله الإسلام ، وذاق حلاوة طعم الإيمان ، دل على ذلك القرآن والسنة ، فنعوذ بالله ممن يكذب بهذا . القرآن شاهد أن الله عز وجل خلق الجنة والنار ، قبل أن يخلق
[ ص: 1344 ]
فإن قال قائل : بين لنا ذلك ؟
قيل له : أليس خلق الله عز وجل آدم وحواء عليهما السلام ، وأسكنهما الجنة ، فقال عز وجل في سورة البقرة : ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) ، وقال عز وجل في سورة الأعراف : ( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ) الآية .
وقال عز وجل في سورة طه : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى * فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى * إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى * فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى * فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) ، الآية .
[ ص: 1345 ]
وقال عز وجل في سورة ص لإبليس : ( فاخرج منها فإنك رجيم ) ، الآية .
فأخرج الله عز وجل آدم وحواء من الجنة ، ثم تاب عليهما ، ووعدهما أن يردهما إلى الجنة ، ولعن إبليس ، وأخرجه من الجنة ، وآيسه من الرجوع إلى الجنة .