981 - حدثنا أبو بكر عمر بن سعد القراطيسي ، قال : حدثنا قال : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، قال : حدثني أبو صالح عبد الله بن صالح ، ، عن معاوية بن صالح علي بن أبي طلحة ، عن في قول الله عز وجل : ( ابن عباس : ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ) ، قال : بمكة ، يخاف على أصحابه من المشركين ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه ، جعفر بن أبي طالب ، وابن مسعود وعثمان بن مظعون ، في رهط من أصحابه إلى النجاشي ملك الحبشة ، فلما بلغ ذلك المشركين ، بعثوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في رهط منهم ، ذكر أنهم سبقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمرو بن العاص النجاشي ، فقالوا له : إنه قد خرج فينا رجل سفه عقول قريش وأحلامها ، زعم أنه نبي ، وإنه بعث إليك رهطا ليفسدوا عليك قومك ، فأحببنا أن نأتيك ونخبرك خبرهم ، فقال : إن جاؤوني نظرت فيما يقولون ، فقدم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتوا إلى باب النجاشي ، فقالوا : استأذن لأولياء الله ، فقال : ائذن لهم ، فمرحبا بأولياء الله ، فلما دخلوا عليه سلموا ، فقال له الرهط من المشركين : ألا ترى أيها الملك أنا صدقناك ، وأنهم لم يحيوك بتحيتك التي تحيى بها ؟ فقال [ ص: 1458 ] لهم : ما منعكم أن تحيوني بتحيتي ؟ قالوا : حييناك بتحية أهل الجنة ، وتحية الملائكة . فقال لهم : ما يقول صاحبكم في عيسى وأمه ؟
قالوا : يقول : هو عبد الله ، وكلمة من الله ، وروح منه ، ألقاها إلى مريم ، ويقول في مريم : إنها العذراء الطيبة البتول .
قال : فأخذ عودا من الأرض فقال : ما زاد عيسى وأمه على ما قال صاحبكم فوق هذا العود .
فكره المشركون قوله ، وتغيرت له وجوههم .
فقال لهم : هل تعرفون شيئا مما أنزل عليكم ؟
قالوا : نعم .
قال : اقرؤوا ، فقرؤوا . وحوله القسيسون والرهبان ، كلما قرؤوا انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق ، قال الله عز وجل : ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ) ، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته" .
[ ص: 1459 ]