12 - باب وشدة الإنكار على هذه الطبقة التحذير من طوائف يعارضون سنن النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله تعالى
قال ينبغي لأهل العلم والعقل إذا سمعوا قائلا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء قد ثبت عند العلماء ، فعارض إنسان جاهل فقال : لا أقبل إلا ما كان في كتاب الله تعالى . محمد بن الحسين :
قيل له : أنت رجل سوء ، وأنت ممن يحذرناك النبي صلى الله عليه وسلم ، وحذر منك العلماء .
وقيل له : يا جاهل ! إن الله أنزل فرائضه جملة ، وأمر نبيه أن يبين للناس ما نزل إليهم ، قال الله عز وجل : ( بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) .
فأقام الله تعالى نبيه عليه السلام مقام البيان عنه ، وأمر الخلق بطاعته ، ونهاهم عن معصيته ، وأمرهم بالانتهاء عما نهاهم عنه ، فقال تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) .
[ ص: 411 ] ثم حذرهم أن يخالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) وقال عز وجل : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) .
ثم فرض على الخلق طاعته في نيف وثلاثين موضعا من كتابه تعالى .
وقيل لهذا المعارض لسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا جاهل ! قال الله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) ، أين تجد في كتاب الله - تعالى - أن الفجر ركعتان ، وأن الظهر أربع ، وأن العصر أربع ، والمغرب ثلاث ، وأن العشاء الآخرة أربع ؟ أين تجد أحكام الصلاة ومواقيتها ، وما يصلحها وما يبطلها إلا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ومثله الزكاة ، أين تجد في كتاب الله تعالى من مائتي درهم خمسة دراهم ؟ ومن عشرين دينارا نصف دينار ؟ ومن أربعين شاة شاة ؟ ومن خمس من الإبل شاة ، ومن جميع أحكام الزكاة ، أين تجد هذا في كتاب الله تعالى ؟ [ ص: 412 ] وكذلك جميع فرائض الله التي فرضها الله في كتابه لا يعلم الحكم فيها إلا بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذا قول علماء المسلمين ، من قال غير هذا خرج عن ملة الإسلام ودخل في ملة الملحدين ، نعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته مثل ما بينت ، فاعلم ذلك .