الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 279 ] سورة النساء

                                                                                                                                                                                          قوله تعالى: فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا

                                                                                                                                                                                          ومما يستدل به على فضل قلة العيال قوله تعالى: فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا على تفسير من فسره بكثرة العيال، ولكن الجمهور على تفسيره بالجور والحيف، فإن ملك اليمين قد تكثر به الأولاد أكثر من الزوجات الأربع، فإنه لا ينحصر في عدد .

                                                                                                                                                                                          وكان الإمام أحمد ينكر على من كره كثرة الأزواج والعيال، ويستدل بحال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من كثرة أزواجهم وعيالهم، وبمثل قوله: "تزوجوا الودود الولود، فإني أكاثر بكم الأمم يوم القيامة"، ولكنه يأمر مع هذا بطلب الحلال والكسب، والصبر على الفقر وإن شق .

                                                                                                                                                                                          فالإمام أحمد أمر بما جاء الأمر به في الشرع، وسفيان نظر إلى قلة صبر الناس إلى ما يئول إليه حالهم عند كثرة عيالهم من ترك الورع، والتكسب من الوجوه المكروهة، وهذا هو الغالب على الناس لا سيما مع قلة العلم والصبر، وأما حال الصابرين على العيال المحافظين على الورع معهم فعزيز جدا .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية