الثالث
، فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقا له - تعالى - أو أمرا ، والعلم إما علم بما كونه ، أو علم بما شرعه ، ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى ، وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه ، فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى ، ولهذا كله حسن لا يخرج عن مصالح العباد ، والرأفة والرحمة بهم ، والإحسان إليهم بتكميلهم بما أمرهم به ونهاهم عنه ، فأمره كله مصلحة ، وحكمة ورحمة ، ولطف وإحسان ، إذ مصدره أسماؤه الحسنى ، وفعله كله لا يخرج عن العدل والحكمة والمصلحة والرحمة ، إذ مصدره أسماؤه الحسنى أيضا ، فلا تفاوت في خلقه ولا عبث ، ولم يخلق خلقه باطلا ولا سدى ولا عبثا ، فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم ، فمن أحصاها كما ينبغي للمخلوق ، دخل الجنة . إحصاء أسماء الله الحسنى والعلم بها أصل العلم بكل معلوم