تنبيهات
( أحدها ) : - بل يطلق عليه منها كمالها ، وهذا كالمريد والفاعل والصانع ، فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ، ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق ، بل هو الفعال لما يريد ، فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ، ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا ، ثم إنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق ، كما غلط فيه بعض المتأخرين ، فجعل من [ ص: 126 ] أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر ، تعالى عن قوله ، فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه - سبحانه - منها إلا أفعال مخصوصة معينة ، فلا يجوز أن يسمى بأسمائها المطلقة . وقال السعد : فإن قيل قد وجدنا من الأوصاف ما يمتنع إطلاقه مع ورود الشرع به ، كالماكر والمستهزئ ، والمنزل والمنشئ ، والحارث والزارع ، والرامي ، أي والباني والآمر والناهي ، قلنا : لا يكفي في صحة الاجتراء على الإطلاق مجرد وقوعها في الكتاب والسنة بحسب ما اقتضاه المقام وانتساق الكلام ، بل يجب أن لا يخلو عن نوع تعظيم ورعاية أدب ، وما قبل هذا أوضح منه وأتم فائدة . إذا كانت الصفة منقسمة إلى كمال ونقص ، لم تدخل بمطلقها في أسمائه - تعالى