( الثاني ) اعلم أن يطلق لغة وعرفا على أربعة أمور : ( أحدها ) ما لا يحتمل النقيض كما تقدم ، ( الثاني ) يطلق ويراد به مجرد الإدراك سواء كان جازما أو مع احتمال راجح أو مرجوح أو مساو ، ( الثالث ) أنه يطلق ويراد به التصديق قطعيا كان أو ظنيا ، ( الرابع ) يطلق ويراد به معنى المعرفة ويراد بها العلم ، ومنه قوله تعالى : ( العلم مما عرفوا من الحق ) أي علموا ، وقد يطلق الظن ويراد به العلم كقوله تعالى : ( الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم ) أي يعلمون ، والمعرفة من حيث إنها علم مستحدث أو انكشاف من بعد لبس أخص من العلم ، لشموله غير المستحدث وهو علم الله تعالى والمستحدث وهو علم العباد ، ومن حيث إنها يقين وظن أعم من العلم ، لاختصاصه حقيقة باليقين ، وتقدم الكلام عليها في صدر الكتاب ، والله أعلم .