السؤال
السلام عليكم
إخوتي المستشارين أعرض عليكم مشكلتي، فليس لي -بعد الله- سواكم.
أنا فتاة في منتصف الثلاثينيات، ناجحة في عملي ويشهد لي بالأخلاق الحميدة -ولله الحمد-، أعاني من شك أبي في أخلاقي، فهو يمنعني من زيارة صديقاتي، ويريد أن أقتصر حياتي ما بين عملي والمنزل، حتى عندما أتحدث مع إحداهن في الهاتف في غرفتي، يقوم بتوبيخي، وأنا لا أستطيع أن أتحدث أمامه، فهو يفسر ويؤول كلامي معهن على غير معناه، وبما يخدم شكوكه، أصبحت أخشى وأرتعب عندما يرن جرس هاتفي، وأنا متأكدة أنها صديقتي، لكن من شدة شك أبي أخشى كأنه رجل غريب هو الذي يتصل.
أبي رجل حنون وطيب، لكنه شكاك، يسافر ويخرج ويسمح لإخوتي الشباب بالسفر للخارج وحدهم، رغم أنهم أصغر مني سناً، لكن أنا يمنعني حتى من زيارة صديقاتي، في صغري عانينا من الذل والقهر بسبب شكه الذي أحدث مشاكل بينه وبين أمي، لدرجة أنها تتركنا وتذهب لبيت أهلها.
حتى في مسألة زواجي له شروط معقدة، ولم يتنازل عنها إلا بعد أن بدأت أدخل مرحلة العنوسة، وقل من يطرق بابي لكبر سني، أختي التي تصغرني بعام متزوجة برجل مطلق، ويسمح لها بالزيارة، والخروج براحتها، ولا يمنعها مما تريده، في الوقت الذي أحاسب وأمنع من أمور لا غبار عليها، مجرد أنني أريد أن تكون لي حياة اجتماعية، فليس لي زوج ولا أبناء.
لا أعلم ماذا أفعل أو كيف أتصرف، ليس لي مكان ألتجأ إليه، وليس لي ظهر أتكئ عليه غير الله -عز وجل-، وصلت لمرحلة أحدث نفسي أنه لو مات ستكون حياتي أفضل، لا أريد أن أكون عاقة وأدعو عليه، لكن ما يفعله بي يقهرني، إنه يسمح حتى لإخوتي الذكور الذين لا يتجاوز أكبرهم 28 من العمر أن يتحكموا بي وبأموري، في حين أن منهم من لديه علاقات محرمة بعلم أبي، في الوقت الذي يشهد بحسن أخلاقي، وأبي كانت له علاقات محرمة -هداهم الله-.
ماذا أفعل لأتخلص من تسلطهم وشكوكهم، لو هربت من المنزل واستقليت بحياتي، سأكون أنا الخاسرة، ولو صبرت على ما أنا فيه أخاف أن يقضي علي القهر والغيظ، فالوضع الذي أنا فيه أصبح يؤثر على نفسيتي وصحتي، أصبحت أخرج من مرض إلى مرض آخر، أفيدوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.