السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أني أعاني من برود في المشاعر تجاه أبي، ولا أشعر بأنه أبي، وهذا أثر على علاقتي به، فعلاقتنا سطحية جداً، أسلم عليه عند قدومه، وأجلس معه صامتة فلساني يربط عن الكلام معه، وأثر عليّ نفسياً، فكنت أبكي بكاء شديداً لدرجة أني أشعر بضيق تنفس، وتراخ في الأعصاب، ودخلت في حالة اكتئاب ويأس، ووصل الأمر بي أن فكرت في الانتحار، وبالفعل أقدمت عليه ووقفت أمام شاحنة، لكني أسرعت في اللحظة الأخيرة ونجاني الله، وأثر هذا علي فتدهور مستواي الدراسي، مع العلم أني –الحمد لله- متفوقة، ومن أوائل مدرستي.
وأثر علي دينياً، فدخلت في حالة يأس وقنوط، وقلت لنفسي أني أصلي وأصوم وأجتهد في الطاعة، وكل هذا يتهدم ويضيع بعقوقي لأبي، وغلبني الشيطان فبدأت أنام عن صلاة العشاء، وأهجر القرآن لدرجة أن المصحف أمامي لا أريد إمساكه، ولا أريد أن أسمع صوت قرآن، وكرهت كل شيء، مللت من أهلي وفقدت شهيتي للطعام والشراب، وأتناول الطعام لكي لا أموت فقط لا أكثر، وأبي يضايقني كثيرا في الخروج من المنزل، والجلوس على الإنترنت وأمام التلفاز.
ونحن في الإجازة الصيفية هو مسافر، ولكن يأتي في الإجازة لشهرين، مرت علي هذه المدة وكأنها سنتين، وكنت في أول الأمر عندي برود تجاهه، لكني الآن أصبحت أكرهه، وأشعر باختناق وضيق عند رؤيته، وهذا بعد أن ضربني ضرباً مبرحاً من سنتين ولا زالت آثاره في يدي، والمشكلة أني أعرف أني مقصرة وعاقة، لكني لا أستطيع فعل شيء، وتأنيب الضمير يقتلني، وإن سألت عن السبب لا يوجد سبب منطقي، فالتضييق هذا فعل كثير من الآباء، فهذا أعانيه منذ 12 سنة وأنا عمرى 5 سنين، وأحياناً يجلس أبي معي ويحدثني أني بعيدة عنه ولا أقول له كلمات عاطفية مثل (أحبك يا أبي، كيف حالتك الصحية؟)، فالتعامل بيننا رسمي، ولا أعرف أن أقول له مثل هذا، لأن قلبي خال من المشاعر، وفاقد الشيء لا يعطيه.
أريد خطوات عملية أغير بها ما في قلبي، وأبر بها أبي فأنا خائفة جداً من العقوق، وقلبي يتقطع لأنها مسألة جنة أو نار، فالرجاء ساعدوني لأني يمكن أن أموت من الحرب النفسية بداخلي.