السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي منذ صغري مع أبي، دائما يضربني أنا وإخوتي ويؤذينا كلما أراد أن يضيق الخناق على أمي، لم يكن ضربا من أجل التأديب، بل كان يضربنا ليحذر أمي من الانفصال عنه، وعندما تحاول أمي أن تحمينا كانت تعنف أيضًا، وينتهي بها الأمر في المشفى، حتى سافر من أجل عمله لأكثر من سبع سنوات غائبا عنا.
كنا في نعيم وراحة رغم أنه لم يكن يرسل لنا المال إلا نادرا، كبرت وأخرجت من رأسي فكرة أني سأتعامل مع ذلك الوحش مجددا، والآن وقد رجع عدنا إلى الألم ذاته، والإهانة والشتم بأقبح الألفاظ البذيئة والضرب، كنا قد نسينا الألم لفترة، لقد كبر في قلبي كرهه، لم يقم يوما بمحبتنا، هو فقط يريدنا أن نكون كالبهائم، دائما ما يبدأ الشجار بسببي لأني لا أستطيع أن أرضخ، أو كما يقول إخوتي أنافق، أنا عندما أرى ما يزعجني فالتعابير ترتسم على وجهي، والعجيب في النهاية أنه عندما يهدأ الشجار يخبرنا بأننا السبب، وأنه أب ويجب طاعته، ولكنه لا يعرف أنه لا يستحق تلك الأبوة، فهو لا يغير على أهل بيته من الرجال الآخرين، ولم يقم يوما بحمايتنا، دائما يجلب كل ما يحبه، ولو كان على حساب مصلحتنا وصحتنا وحياتنا.
لقد حاولت أن أتقبله عندما عاد من سفره، ولكن بسبب أخطائه المتكررة عجزت عن تقبله، أنا لا أحبه، وكنت أرغب بالمحاولة من أجل رضا الله، ولكن أنا إنسانة ولدي قلب ومشاعر، وقدرة تحمل، نفد صبري لدرجة أني حاولت الانتحار.