[ ص: 41 ] النوع الثالث
معرفة الضعيف من الحديث
كل حديث لم يجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ، ولا صفات الحديث الحسن المذكورات فيما تقدم ، فهو حديث ضعيف .
وأطنب في تقسيمه ، فبلغ به خمسين قسما إلا واحدا ، وما ذكرته ضابط جامع لجميع ذلك . أبو حاتم بن حبان البستي
وسبيل من أراد البسط : أن يعمد إلى صفة معينة منها ، فيجعل ما عدمت فيه من غير أن يخلفها جابر على حسب ما تقرر في نوع الحسن قسما واحدا ، ثم ما عدمت فيه تلك الصفة مع صفة أخرى معينة قسما ثانيا ، ثم ما عدمت فيه مع صفتين معينتين قسما ثالثا ، وهكذا إلى أن يستوفي الصفات المذكورات جمع ، ثم يعود ويعين [ ص: 42 ] من الابتداء صفة غير التي عينها أولا ، ويجعل ما عدمت فيه وحدها قسما ، ثم القسم الآخر ما عدمت فيه مع عدم صفة أخرى ، ولتكن الصفة الأخرى غير الصفة الأولى المبدوء بها ، لكون ذلك سبق في أقسام عدم الصفة الأولى ، وهكذا هلم جرا إلى آخر الصفات .
ثم ما عدم فيه جميع الصفات هو القسم الأخر الأرذل . وما كان من الصفات له شروط فاعمل في شروطه نحو ذلك ، فتتضاعف بذلك الأقسام .
والذي له لقب خاص معروف من أقسام ذلك : الموضوع ، والمقلوب ، والشاذ ، والمعلل ، والمضطرب ، والمرسل ، والمنقطع ، والمعضل ، في أنواع سيأتي عليها الشرح إن شاء الله تعالى .
والملحوظ فيما نورده من الأنواع عموم أنواع علوم الحديث ، لا خصوص أنواع التقسيم الذي فرغنا الآن من أقسامه . ونسأل الله تبارك وتعالى تعميم النفع به في الدارين ، آمين .