فصل "في استحباب التكبير عند الختم "
قال الله عز وجل : ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) .
وأتبع ذلك توبيخ الكفار على تركهم الإيمان بالقرآن ، ومدح العلماء بالتخشع لله تعالى جده إذا سمعوه قال : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ) .
فكأن ظاهر ذلك ( ادعوا الله ) إذا قرأتم القرآن ، وأن معنى " لا تجهر [ ص: 425 ] بصلاتك " : أي بقراءتك القرآن أو بدعائك الذي تدعو به إذا فرغت ، ثم قال : ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) .
كما أمر بالحمد ، وأجمعوا على أن الحمد مستحب ، فوجب أن يكون التكبير مستحبا .
وأيضا فإن القراءة عبادة تنقسم إلى أبعاض معدودة متفرقة ، فكأنه كصيام الشهر وقد أمر الله عز وجل إذا أكملوا العدة أن يكبروا الله على ما هداهم ، فبالقياس على ذلك أن يكبر قارئ إذا أكمل عدة السورة والله أعلم .
قال رحمه الله : وقد يخرج الجواب في التكبير على معنى وهو أن يبتدئ به في سورة الضحى فيكبر عن كل سورة ، فإذا قرأ سورة الناس وختم كبر . الحليمي
قال رحمه الله : والأصل فيه ما . البيهقي
[ ص: 426 ]