فصل في مراتب نبينا صلى الله عليه وسلم في النبوة .
قال رحمه الله : " فمنها أنه الحليمي قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) . كان صلى الله عليه وسلم رسولا إلى الثقلين ، أما الإنس ، فإن الله عز وجل قال : (
وأمره أن يقول : ( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ) .
وأما الجن فإن الله عز وجل يقول : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا ) .
إلى قوله : ( ويجركم من عذاب أليم ) [ ص: 67 ]
وقال : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) فقرأ إلى قوله : ( ولن نشرك بربنا أحدا ) فبان بقولهم : ( يا قومنا أجيبوا داعي الله ) أنهم عرفوا أنه مبعوث إليهم ، وسمعوا دعوته إياهم والذين لم يحضروا من جملتهم ، فلذلك قالوا : ( يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به ) فقالوا : آمنا به " .