السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من حضرتكم أن تدلوني على وسيلة لأتلذذ بالصلاة، وأشعر بقربي من الله تعالى.
وأن أبتعد عن اعتبار الصلاة مجرد روتين يومي، وإنما أشعر بأهميتها وتجددها يوماً بعد يوم.
وجزاكم الله كل الخير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من حضرتكم أن تدلوني على وسيلة لأتلذذ بالصلاة، وأشعر بقربي من الله تعالى.
وأن أبتعد عن اعتبار الصلاة مجرد روتين يومي، وإنما أشعر بأهميتها وتجددها يوماً بعد يوم.
وجزاكم الله كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، وأن يرزقك حلاوة الإيمان، وأن يمنَّ عليك بالأُنس به سبحانه وتعالى والمحافظة على طاعته التي تزيدك قُرباً منه جل جلاله.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابني الكريم الفاضل- من أنك تريد وسيلة لتتلذذ بالصلاة وتشعر بقُربك من الله تعالى، وألا تبتعد عن الصلاة، وألا تؤديها بشكل روتيني يومي، وإنما تشعر بأهميتها في حياتك.
أقول لك -بارك الله فيك-: مما لا شك فيه أن هذه رغبة عظيمة، وأن هذه حقيقة غاية رائعة إذا أكرمك الله تبارك وتعالى بها، وإن بحثك عن وسيلة تتلذذ بالصلاة من خلالها يدل على أنك على خير، وأنك تُحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولذلك أُبشرك – يا ولدي – بأنك إذا مكثت على ما أنت عليه من هذه الرغبة ستكون من خالص عباد الله المؤمنين وأوليائه الصالحين؛ لأن نبيك صلى الله عليه وسلم كان يقول: (وجُعلت قرة عيني في الصلاة).
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يُصلي الليالي الطوال ويقف الساعات الطوال حتى تتورم قدماه وهو بين يدي الله تعالى ولا يشعر بأي ألم أثناء وجوده في الصلاة وإنما كان يشعر بذلك بعد الانتهاء من الصلاة، وكان يُقال له: (لم تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: أفلا أكون عبداً شكوراً)، لماذا هذا؟ لأن الله جعل قرة عينه صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فلو أنه مكث عمره كله يصلي لما زاده إلا إقبالاً على الله ومحبة فيه.
وهناك كتاب –ولدي الكريم الفاضل– للإمام ابن القيم يسمى (ذوق الصلاة)، هذا كتاب من إصدارات دار ابن حزم، وهي عندكم في سوريا، فيمكنك أن تتواصل مع هذه الدار وأن تطلب منهم هذا الكتاب للإمام ابن القيم، وهو فيه كل ما تريد - بإذن الله تعالى – وستشعر من خلاله بمتعة غير عادية وشيء رائع، يتم من خلاله فعلاً شعورك بالتلذذ بالصلاة وشعورك بقربك من الله تبارك وتعالى، وشعورك بالاهتمام بها والحرص على المحافظة عليها، وأنها لو فاتتك فكأنما فاتتك الدنيا وما فيها وزيادة.
أضف إلى ذلك - بارك الله فيك – الدعاء، فالدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، فأنا أوصيك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يرزقك التلذذ في الصلاة، وأن يرزقك القرب منه سبحانه وتعالى، فعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يوفقك لتحقيق هذه الغايات، وأيضاً لا مانع أن تستعين بالوالد أو الوالدة؛ لأن دعاء الوالدين لا يُرد.
كما أوصيك بالصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام بنية أن يُكرمك الله بهذه النعمة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال لمن أكثر الصلاة عليه: (إذن تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك).
فأنت الآن مهموم بقضية الصلاة، فالله سوف يوفقك ويعطيك ما تريد من اللذة بالصلاة والأنس به سبحانه وتعالى والقرب منه جل جلاله، فعليك بالدعاء كما ذكرت مع الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام والاستغفار، وإن استطعت أن تصوم بعض الأيام وأنت أثناء الصيام تتوجه إلى الله بالدعاء، وإذا كانت لديك فرصة للصدقة، فهذا كله من العوامل التي تزيد الإيمان -بإذن الله تعالى-.
وأوصيك بالإكثار من ذكر الله عز وجل؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))[الرعد:28]، فواظب على ذكر الله تعالى، وليكن لسانك رطباً بذكر الله تعالى في كل وقت وحين، فحافظ على وردك اليومي من الأذكار من المحافظة على أذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن، والمحافظة على الأذكار التي تكون بعد الصلوات، وما بين الصلاة والصلاة تجعل لنفسك فرصة ما دام لديك وقت، ولو أن تقول: (سبحان الله) أو (الحمد لله) أو (الله أكبر) أو (لا إله إلا الله) أو تقول (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، ولو مرة واحدة عندما تجد فرصة لذلك، فلا تحرم نفسك من ملء أوقاتك بذكر الله تعالى؛ لأن ذكر الله تبارك وتعالى هو أعظم العبادات وأجل القربات، ولذلك قال الله تعالى: ((وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ))[العنكبوت:45].
أسأل الله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يحقق أمانيك، وأن يوفقك لتحقيق طموحاتك الإيمانية، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.