السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتى، عمري 19 سنة، حفظت من كتاب الله 25 جزءًا، وكنتُ محافظًا على صلواتي، وكنت أفعل المستحبات، وكنت أحيانًا أقوم الليل، وكنت أشعر أحيانًا بلذة وأنا أعبد ربي، ويأتيني شعور من داخلي بأن أزيد من الأعمال الصالحة، حتى وصل عمري إلى الرابعة عشرة، وبدأت من حينها أتغير للأسوأ إلى أن أصبح عمري 19 سنة، فنسيت القرآن إلا جزأين فقط، وأحس بضيق في صدري، وأصبحت مهمومًا كئيبًا، حتى أن بعض أصحابي عندما يراني يقول: لماذا أنت مهموم؟ فأقول لهم: لا شيء.
أصبحت لا أحب أن أخرج مع أصدقائي، وأحياناً يجبرونني وبشدة للذهاب معهم، فأذهب وأظل ساكتًا، ولا أريد التكلم أبدًا، ويقولون لي: ما بك؟ لماذا أنت ساكت؟ وأنتظر بفارغ الصبر متى تنتهي جلستنا، وأحيانًا كنت أصرفهم، ثم أهرب منهم، ولا أريد أن أراهم مجددًا أبدًا.
جاءني شيء غريب في داخلي! إذا دخلت في الصلاة يقولُ لي: لماذا تصلي؟ وماذا تفعل؟ فأقول في نفسي: أصلي لله، فيأتي سؤال: هل الله موجود؟ وما الذي يدل على وجود الله؟ وأقول: ربي حق، لكن الأسئلة تراودني.
إذا سمعت القرآن، تأتيني أسئلة أكره أن أكتبها هنا، سألت نفسي لماذا أصبح حالي هكذا؟ وكيف تغيرتُ؟ ولماذا هذه الأسئلة التي تراودني وتجعلني أشك بربي؟ فعلمت أنها بسبب الذنوب، وبالذات العادة السرية التي كنت مدمنًا عليها، ولا يمرّ يومان إلا وأفعلها، حتى في بعض الأحيان كنت أفعلها في اليوم مرتين.
في يوم من الأيام أتتني مصيبة، وقلت: يا رب، وعدٌ مني، لئن سترتني لن أفعل العادة السرية لمدة خمسة أشهر، لكني –للأسف- لم أفِ بوعدي، وكل يوم يتمّ التأجيل للأسبوع القادم، وأقول: سأبدأ الأسبوع القادم، ويأتي الأسبوع القادم، ويستمر التأجيل، أصبحت حياتي همومًا وكآبة، وصارت إلى ما صارت إليه.
هل هناك أمل أن أرجع إلى ربي؟ وهل من الممكن أن أكون ممن قال الله فيهم: ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)؟
هناك مسألةِ أخرى، وهي بعدما أتبول تخرج مني قطرات فأغيّر ملابسي، وأحيانًا أدخل الخلاء؛ للتأكد من ملابسي، فأرى بقعًا لونها رصاصي، فأقول في نفسي: هل هذا منيّ أم لا؟ فقلت: أغيّر ملابسي احتياطًا، وآخذ ملابس جديدة، ونظرتُ إليها لأتأكد منها، فأراها نظيفة، ولا يوجد بها أي شيء، فلبستها.
مرت أربع ساعات، ولم أدخل الخلاء، وقلت: أدخل الخلاء لأتأكد من نفسي، ودخلت، فرأيت بقعًا، فعلمت أنها منيّ، وقلت: مستحيل! كيف حدث هذا ولم أشعر بخروج شيء مني! وكنت أريد أن أغيّر ملابسي، لكن ملابسي قليلة، وأحيانًا إذا وجدت ملابس نظيفة لم أكن أستطيع أن أغيرها؛ مخافةَ أن يعلم أهلي أنني أغيّر ملابسي في أوقات متقاربة.
كنت أذهب للصلاة، ولم أغيّر ملابسي، فحسبت الصلوات التي أتيتها ولم أغيّر ملابسي، فكانت صلوات 26 يومًا، وأحد الأيام لم يأتِ الإمام للصلاة، والمسجد كله كبار السن، وكنت أنا الشاب بينهم، فقدموني، وصليت بهم، وبعد الصلاة ذهبت لقضاء الحاجة، ونظرت إلى ملابسي، وإذا فيها البقع، فهل صلاتهم مقبولة؟
هل من حل؛ لأني قد تعبت جدًا، وجزاكم الله خيرًا.