[ ص: 181 ] باب
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=29577نقط ما نقص هجاؤه
. . . زائدة . والتي بعد الراء التي هي همزة ساكنة ، وهي لام ، فللإيجاز والاختصار ، وتقليل صور حروف الاعتلال التي هي حروف المد والهمز في هذه الكلمة ؛ لثقل هذه الحروف وتخصيصها بالتغيير . مع أن الألف الأولى صوت ، وقد تنوب عنها الفتحة التي هي منها ، وتدل عليها ، وأن الألف الثانية همزة ، والهمزة حرف من سائر الحروف ، والحرف مستغن عن الصورة .
فإذا نقط ذلك أثبتت الألفان بالحمراء ، وجعلت الهمزة نقطة بالصفراء ، وعلامة السكون عليها ، في الثانية منهما .
* * *
وأما رسم " يبنؤم " كلمة واحدة ، وهو في الأصل ثلاث كلم : ( يا ) كلمة ، و ( ابن ) كلمة ، و ( أم ) كلمة ؛ فعلى مراد الوصل ، وتحقيق
[ ص: 182 ] اللفظ . فلذلك حذفت ألف ( يا ) وألف ( ابن ) لعدمهما في النطق بكون الأولى ساكنة ، والثانية للوصل . وقد اتصلتا بالباء الساكنة من ( ابن ) . وصورت همزة ( أم ) المبتدأة واوا ؛ لما وصلت بما قبلها ، كما تصور الهمزة المضمومة المتوسطة في نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42يكلؤكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11يذرؤكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93نقرؤه ، وشبهه سواء . فصار ذلك كلمة واحدة ، وخرج رسمه على لفظه دون أصله .
فإذا نقط جعلت الهمزة نقطة بالصفراء في الواو ، وجعلت حركتها نقطة بالحمراء أمامها .
* * *
وأما رسم " إنا برءؤا " بالواو والألف ، وحذف صورة الهمزة الأولى وصورة الألف بعدها التي هي بعد اللام في بناء " فعلاء " فلأسباب قد ذكرنا بعضها .
أما حذف صورة الهمزة فلاستغناء الهمزة عن الصورة ، من حيث كانت حرفا قائما بنفسه كسائر الحروف . وأما حذف الألف بعدها فلزيادتها في الاسم ، إذ ليست بفاء منه ولا بعين ولا بلام ، وأنها صوت ، فحذفت اختصارا .
وأما إثبات الواو فللمعاني التي ذكرناها في نظائر ذلك قبل . ومن أحسنها أن تكون صورة للهمزة المضمومة ، على مراد وصلها بما بعدها . فلذلك صورت
[ ص: 183 ] بالحرف الذي منه حركتها ، والذي تقرب في حال التسهيل منه ، وهو الواو . كما صورت بذلك في نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11يذرؤكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42يكلؤكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=83تؤزهم ، وشبهه من المتصل ، من حيث كان المنفصل بالمراد والنية كالمتصل . وكانت العرب قد أجرته مجراه في كثير من كلامها . وحكمت للشيء بحكم الشيء إذا اشتبها من بعض الجهات .
وأما إثبات الألف بعد الواو فللمعنيين المذكورين ، وهما : شبه هذه الواو بواو الضمير في الصورة ولزوم الطرف ، وتقوية الهمزة بها ، فلذلك أثبتت بعدها . وأيضا فإنه لما حذف من هذه الكلمة بعد عينها صورتان ، اختصارا وتخفيفا ، زيد بعد لامها صورتان ، دلالة وتبيينا ، ليستوي بذلك عدد حروفها في الكتابة ، مع تضمنها المعاني المذكورة .
فإذا نقط ذلك على هذا المذهب جعلت الهمزة في الواو ، وجعلت حركتها أمامها ، وجعل على الألف بعدها دارة ؛ علامة لزيادتها . ورسم بين الراء والواو ألف بالحمراء ، وجعلت الهمزة المفتوحة بينها وبين الراء في السطر ، وجعلت فتحتها عليها ، وجعلت مطة على تلك الألف .
* * *
[ ص: 184 ] واتفقت المصاحف على حذف الواو التي هي صورة الهمزة في قوله : " الرءيا " ، و " رءياك " ، و " رءياي " في جميع القرآن ، على مراد تحقيقها دون تسهيلها . وذلك من حيث كانت الهمزة حرفا من سائر الحروف ، فاستغنت بذلك في حال تحقيقها عن الصورة .
فإذا نقط ذلك جعلت الهمزة بين الراء والياء في بياض السطر ، وجعل عليها علامة السكون جرة . وإن صورت الواو بالحمراء ، وجعلت الهمزة فيها ؛ فحسن .
* * *
ورأيت مصاحف أهل
العراق وأهل بلدنا قد اتفقت على حذف ألف البناء ، وصورة الهمزة المضمومة والمكسورة بعدها في قوله في ( البقرة ) : " أوليئهم الطاغوت " ، وفي ( الأنعام ) : " وقال أوليئهم " ، و " إلى أوليئهم " ، وفي ( الأحزاب ) : " إلى أوليئكم " ، وفي ( فصلت ) : " نحن أوليئكم " .
فأما حذف الألف فلكونها متوسطة زائدة ، إذ هي للبناء لا غير . وأما حذف صورة الهمزة فلكون الهمزة حرفا قائما بنفسه ، لا يحتاج إلى صورة .
فإذا نقط ذلك أثبتت الألف بالحمراء ، وجعلت الهمزة بعدها في السطر ،
[ ص: 185 ] وجعلت ضمتها أمامها ، وكسرتها تحتها . وإن صورت الواو والياء ، وجعلت الهمزة فيهما ؛ فحسن .
قال ابن المنادي : في المصاحف العتق : " أوليئهم من الإنس " ، و " ليوحون إلى أوليئهم " ، و " إن أوليئه إلا المتقون " .
قال : وهذا عندنا مما نظر إليه
عثمان - رحمه الله - ، فقال : أرى في المصحف لحنا ، وستقيمه العرب بألسنتها . فأوجب ذلك من القول أن من الخط المكتوب ما لا تجوز به القراءة من وجه الإعراب ، وأن حكمه أن يترك على ما خط ، ويطلق للقارئين أن يقرؤوا بغير الذي يرونه مرسوما .
وغير جائز عندنا أن يرى
عثمان - رضي الله عنه - شيئا في المصحف يخالف رسم الكتابة ، مما لا وجه له فيها بحيلة ، فيتركه على حاله ، ويقره في مكانه ، ويقول : إن في المصحف لحنا ، وستقيمه العرب بألسنتها . إذ لو كان ذلك جائزا لم يكن للكتابة معنى ، ولا كان فيها فائدة ، بل كانت تكون وبالا ؛ لاشتغال القلوب بها . ومعنى قوله - رحمه الله - هو ما ذكرناه مشروحا في كتابنا المصنف في المرسوم .
[ ص: 186 ] وعلة هذه الحروف وغيرها ، من الحروف المرسومة على خلاف ما يجري به رسم الكتاب من الهجاء في المصحف ، الانتقال من وجه معروف مستفيض إلى وجه آخر مثله في الجواز والاستعمال . وإن كان المنتقل عنه أظهر معنى ، وأكثر استعمالا .
* * *
[ ص: 187 ] ورسم في جميع المصاحف قوله : " لإيلف قريش " بياء بعد الهمزة . ورسم " إلفهم " بغير ياء . ولم ترسم الألف بعد اللام في الحرفين اختصارا .
فإثبات الياء في الأول على الأصل ، من حيث كان مصدرا لقولك : " آلف يؤلف إيلافا " مثل " آمن يؤمن إيمانا " ، فالياء فاء .
وحذف الياء في الثاني من وجوه : منها أن يكون مصدرا لـ " آلف " مثل الأول . إلا أن الياء التي هي فاء حذفت اختصارا ، لدلالة الكسرة قبلها عليها . ومنها أن يكون مصدرا لـ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96ألف على مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155فعل ، ومصدره في ذلك على وجهين قد قرئ بهما ، وهما : " إلافا " مثل قولك
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145كتابا ، و " إلفا " مثل قولك :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=80علما . وإذا كان مصدرا لذلك لم تكن فيه ياء ؛ لأن الهمزة في أوله هي فاء الفعل .
[ ص: 188 ] وقد قرأ
ابن عامر في الأول بحذف الياء ، جعله مصدرا لـ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96ألف .
فإذا نقط الحرف الأول ، على غير قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر ؛ جعلت الهمزة في الألف المختلطة باللام ، وجعلت حركتها من تحتها .
وإذا نقط على قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر ؛ فعلى وجهين : أحدهما أن تجعل الهمزة وحركتها في الألف أيضا ، وتجعل على الياء دارة علامة لزيادتها في الخط وذهابها من اللفظ . والثاني أن تجعل الهمزة وحركتها في الياء ، وتجعل على الألف دارة علامة لزيادتها . وكل ما ذكرناه من الوجوه والمعاني في " ملإيه " ، و " ملإيهم " فهي جائزة في ذلك على قراءته .
وإذا نقط الحرف الثاني جعلت الهمزة وحركتها في الألف ، ورسمت الياء بعدها ؛ ليتأدى بذلك لفظها ، على قراءة الجماعة .
* * *
ورسم في كل المصاحف "الصلاوة" ، و "الزكاوة" ، و "الحياوة" ،
[ ص: 189 ] و "بالغداوة" ، و "كمشكاوة"، و "النجاوة "، و "مناوة" بالواو على الأصل ، أو على لغة أهل
الحجاز الذي يفرطون في تفخيم الألف وما قبلها في ذلك .
فإذا نقط ذلك جعل على الواو ألف بالحمراء ؛ ليدل على استقرارها في اللفظ دون الواو .
وكذا يفعل بسائر ما رسم من ألفات التأنيث والألفات المنقلبات عن الياء ، بالياء . تجعل على الياء ألف حمراء ، ليدل على أن لفظ الياء انقلب إليها ، نحو قوله : "أبى" ، و "لا يخفى" ، و "فسوايهن" ، و "سمايكم" ، و "ذكرايهم" ، و "ذكرايها"، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68الذكرى ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=8لليسرى ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=73الموتى ، وشبهه .
وهذا ما لم يلق الألف المرسومة ياء ساكن ، فإن لقيها لم تجعل الألف على الياء ، لعدمها في حال الاتصال ، وذلك نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55نرى الله ، و " الكبرى اذهب " ، وشبهه .
[ ص: 190 ] وكذا تلحق الألفات المحذوفات من الرسم اختصارا بالحمراء ، في المتفق عليه والمختلف فيه .
فالمتفق عليه نحو : " العالمين " ، و " الكافرين " ، و " الفاسقين " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5أولئك ، و " الملائكة " ، و " لإيلف قريش إلافهم " ، و " الاتي دخلتم " ، و " الائي تظاهرون " ، وشبهه . وهذا الضرب كثير الدور في القرآن .
والمختلف فيه نحو : " ملك يوم الدين " ، و " ما يخدعون " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فأزلهما ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81خطيئته ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251دفع الله ، و " قاتلوا وقتلوا " ،
[ ص: 191 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=161قياما ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31حاشا لله ، و " أصلوتك " ، و "
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=56حاذرون ، و "
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=149فارهين ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=31فكهين ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إليكم السلام ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172ذريتهم ،
[ ص: 192 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=105درست ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=159فرقوا ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135على مكانتكم ، وشبهه ، وهو كثير جدا . وقد ذكرنا أصل جميعه في كتابنا المصنف في المرسوم .
وكذا أيضا تلحق الياءات المحذوفة على قراءة من أثبتهن في الوصل دون الوقف ، أو في الوصل والوقف ، نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186الداع إذا دعان ، و " واتقون يأولي الألباب " ، و " اخشون " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=105يوم يأت ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=9المتعال ، وشبهه ، مما قد ذكرنا جميعه في المرسوم وغيره . وبالله التوفيق .
.
[ ص: 181 ] بَابٌ
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=29577نَقْطِ مَا نَقَصَ هِجَاؤُهُ
. . . زَائِدَةٌ . وَالَّتِي بَعْدَ الرَّاءِ الَّتِي هِيَ هَمْزَةٌ سَاكِنَةٌ ، وَهِيَ لَامٌ ، فَلِلْإِيجَازِ وَالِاخْتِصَارِ ، وَتَقْلِيلُ صُوَرِ حُرُوفِ الِاعْتِلَالِ الَّتِي هِيَ حُرُوفُ الْمَدِّ وَالْهَمْزِ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ ؛ لِثِقَلِ هَذِهِ الْحُرُوفِ وَتَخْصِيصِهَا بِالتَّغْيِيرِ . مَعَ أَنَّ الْأَلِفَ الْأُولَى صَوْتٌ ، وَقَدْ تَنُوبُ عَنْهَا الْفَتْحَةُ الَّتِي هِيَ مِنْهَا ، وَتَدُلُّ عَلَيْهَا ، وَأَنَّ الْأَلِفَ الثَّانِيَةَ هَمْزَةٌ ، وَالْهَمْزَةُ حَرْفٌ مِنْ سَائِرِ الْحُرُوفِ ، وَالْحَرْفُ مُسْتَغْنٍ عَنِ الصُّورَةِ .
فَإِذَا نُقِطَ ذَلِكَ أُثْبِتَتِ الْأَلِفَانِ بِالْحَمْرَاءِ ، وَجُعِلَتِ الْهَمْزَةُ نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ ، وَعَلَامَةُ السُّكُونِ عَلَيْهَا ، فِي الثَّانِيَةِ مِنْهُمَا .
* * *
وَأَمَّا رَسْمُ " يَبْنَؤُمَّ " كَلِمَةً وَاحِدَةً ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ ثَلَاثُ كَلِمٍ : ( يَا ) كَلِمَةٌ ، وَ ( ابْنٌ ) كَلِمَةٌ ، وَ ( أُمٌّ ) كَلِمَةٌ ؛ فَعَلَى مُرَادِ الْوَصْلِ ، وَتَحْقِيقِ
[ ص: 182 ] اللَّفْظِ . فَلِذَلِكَ حُذِفَتْ أَلِفُ ( يَا ) وَأَلِفُ ( ابْنٍ ) لِعَدَمِهِمَا فِي النُّطْقِ بِكَوْنِ الْأُولَى سَاكِنَةً ، وَالثَّانِيَةِ لِلْوَصْلِ . وَقَدِ اتَّصَلَتَا بِالْبَاءِ السَّاكِنَةِ مِنِ ( ابْنِ ) . وَصُوِّرَتْ هَمْزَةُ ( أُمٍّ ) الْمُبْتَدَأَةُ وَاوًا ؛ لَمَّا وُصِلَتْ بِمَا قَبْلَهَا ، كَمَا تُصَوَّرُ الْهَمْزَةُ الْمَضْمُومَةُ الْمُتَوَسِّطَةُ فِي نَحْوِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42يَكْلَؤُكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11يَذْرَؤُكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93نَقْرَؤُهُ ، وَشِبْهِهِ سَوَاءً . فَصَارَ ذَلِكَ كَلِمَةً وَاحِدَةً ، وَخَرَجَ رَسْمُهُ عَلَى لَفْظِهِ دُونَ أَصْلِهِ .
فَإِذَا نُقِطَ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ فِي الْوَاوِ ، وَجُعِلَتْ حَرَكَتُهَا نُقْطَةً بِالْحَمْرَاءِ أَمَامَهَا .
* * *
وَأَمَّا رَسْمُ " إِنَّا بُرَءَؤُا " بِالْوَاوِ وَالْأَلِفِ ، وَحَذْفُ صُورَةِ الْهَمْزَةِ الْأُولَى وَصُورَةِ الْأَلِفِ بَعْدَهَا الَّتِي هِيَ بَعْدَ اللَّامِ فِي بِنَاءِ " فُعَلَاءَ " فَلِأَسْبَابٍ قَدْ ذَكَرْنَا بَعْضَهَا .
أَمَّا حَذْفُ صُورَةِ الْهَمْزَةِ فَلِاسْتِغْنَاءِ الْهَمْزَةِ عَنِ الصُّورَةِ ، مِنْ حَيْثُ كَانَتْ حَرْفًا قَائِمًا بِنَفْسِهِ كَسَائِرِ الْحُرُوفِ . وَأَمَّا حَذْفُ الْأَلِفِ بَعْدَهَا فَلِزِيَادَتِهَا فِي الِاسْمِ ، إِذْ لَيْسَتْ بِفَاءٍ مِنْهُ وَلَا بِعَيْنٍ وَلَا بِلَامٍ ، وَأَنَّهَا صَوْتٌ ، فَحُذِفَتِ اخْتِصَارًا .
وَأَمَّا إِثْبَاتُ الْوَاوِ فَلِلْمَعَانِي الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي نَظَائِرِ ذَلِكَ قَبْلُ . وَمِنْ أَحْسَنِهَا أَنْ تَكُونَ صُورَةً لِلْهَمْزَةِ الْمَضْمُومَةِ ، عَلَى مُرَادِ وَصْلِهَا بِمَا بَعْدَهَا . فَلِذَلِكَ صُوِّرَتْ
[ ص: 183 ] بِالْحَرْفِ الَّذِي مِنْهُ حَرَكَتُهَا ، وَالَّذِي تَقْرُبُ فِي حَالِ التَّسْهِيلِ مِنْهُ ، وَهُوَ الْوَاوُ . كَمَا صُوِّرَتْ بِذَلِكَ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11يَذْرَؤُكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42يَكْلَؤُكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=83تَؤُزُّهُمْ ، وَشِبْهِهِ مِنَ الْمُتَّصِلِ ، مِنْ حَيْثُ كَانَ الْمُنْفَصِلُ بِالْمُرَادِ وَالنِّيَّةِ كَالْمُتَّصِلِ . وَكَانَتِ الْعَرَبُ قَدْ أَجْرَتْهُ مَجْرَاهُ فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِهَا . وَحَكَمَتْ لِلشَّيْءِ بِحُكْمِ الشَّيْءِ إِذَا اشْتَبَهَا مِنْ بَعْضِ الْجِهَاتِ .
وَأَمَّا إِثْبَاتُ الْأَلِفِ بَعْدَ الْوَاوِ فَلِلْمَعْنَيَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ ، وَهُمَا : شَبَهُ هَذِهِ الْوَاوِ بِوَاوِ الضَّمِيرِ فِي الصُّورَةِ وَلُزُومِ الطَّرَفِ ، وَتَقْوِيَةُ الْهَمْزَةِ بِهَا ، فَلِذَلِكَ أُثْبِتَتْ بَعْدَهَا . وَأَيْضًا فَإِنَّهُ لَمَّا حُذِفَ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ بَعْدَ عَيْنِهَا صُورَتَانِ ، اخْتِصَارًا وَتَخْفِيفًا ، زِيدَ بَعْدَ لَامِهَا صُورَتَانِ ، دَلَالَةً وَتَبْيِينًا ، لِيَسْتَوِيَ بِذَلِكَ عَدَدُ حُرُوفِهَا فِي الْكِتَابَةِ ، مَعَ تَضَمُّنِهَا الْمَعَانِيَ الْمَذْكُورَةَ .
فَإِذَا نُقِطَ ذَلِكَ عَلَى هَذَا الْمَذْهَبِ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ فِي الْوَاوِ ، وَجُعِلَتْ حَرَكَتُهَا أَمَامَهَا ، وَجُعِلَ عَلَى الْأَلِفِ بَعْدَهَا دَارَةٌ ؛ عَلَامَةً لِزِيَادَتِهَا . وَرُسِمَ بَيْنَ الرَّاءِ وَالْوَاوِ أَلِفٌ بِالْحَمْرَاءِ ، وَجُعِلَتِ الْهَمْزَةُ الْمَفْتُوحَةُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّاءِ فِي السَّطْرِ ، وَجُعِلَتْ فَتْحَتُهَا عَلَيْهَا ، وَجُعِلَتْ مَطَّةٌ عَلَى تِلْكَ الْأَلِفِ .
* * *
[ ص: 184 ] وَاتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى حَذْفِ الْوَاوِ الَّتِي هِيَ صُورَةُ الْهَمْزَةِ فِي قَوْلِهِ : " الرُّءْيَا " ، وَ " رُءْيَاكَ " ، وَ " رُءْيَايَ " فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ ، عَلَى مُرَادِ تَحْقِيقِهَا دُونَ تَسْهِيلِهَا . وَذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَتِ الْهَمْزَةُ حَرْفًا مِنْ سَائِرِ الْحُرُوفِ ، فَاسْتَغْنَتْ بِذَلِكَ فِي حَالِ تَحْقِيقِهَا عَنِ الصُّورَةِ .
فَإِذَا نُقِطَ ذَلِكَ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ بَيْنَ الرَّاءِ وَالْيَاءِ فِي بَيَاضِ السَّطْرِ ، وَجُعِلَ عَلَيْهَا عَلَامَةُ السُّكُونِ جَرَّةً . وَإِنْ صُوِّرَتِ الْوَاوُ بِالْحَمْرَاءِ ، وَجُعِلَتِ الْهَمْزَةُ فِيهَا ؛ فَحَسَنٌ .
* * *
وَرَأَيْتُ مَصَاحِفَ أَهْلِ
الْعِرَاقِ وَأَهْلِ بَلَدِنَا قَدِ اتَّفَقَتْ عَلَى حَذْفِ أَلِفِ الْبِنَاءِ ، وَصُورَةِ الْهَمْزَةِ الْمَضْمُومَةِ وَالْمَكْسُورَةِ بَعْدَهَا فِي قَوْلِهِ فِي ( الْبَقَرَةِ ) : " أَوْلِيَئُهُمُ الطَّاغُوتُ " ، وَفِي ( الْأَنْعَامِ ) : " وَقَالَ أَوْلِيَئُهُم " ، وَ " إِلَى أَوْلِيَئُهُم " ، وَفِي ( الْأَحْزَابِ ) : " إِلَى أَوْلِيَئِكُمْ " ، وَفِي ( فُصِّلَتْ ) : " نَحْنُ أَوْلِيَئُكُمْ " .
فَأَمَّا حَذْفُ الْأَلِفِ فَلِكَوْنِهَا مُتَوَسِّطَةً زَائِدَةً ، إِذْ هِيَ لِلْبِنَاءِ لَا غَيْرُ . وَأَمَّا حَذْفُ صُورَةِ الْهَمْزَةِ فَلِكَوْنِ الْهَمْزَةِ حَرْفًا قَائِمًا بِنَفْسِهِ ، لَا يَحْتَاجُ إِلَى صُورَةٍ .
فَإِذَا نُقِطَ ذَلِكَ أُثْبِتَتِ الْأَلِفُ بِالْحَمْرَاءِ ، وَجُعِلَتِ الْهَمْزَةُ بَعْدَهَا فِي السَّطْرِ ،
[ ص: 185 ] وَجُعِلَتْ ضَمَّتُهَا أَمَامَهَا ، وَكَسْرَتُهَا تَحْتَهَا . وَإِنْ صُوِّرَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ ، وَجُعِلَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِمَا ؛ فَحَسَنٌ .
قَالَ ابْنُ الْمُنَادِي : فِي الْمَصَاحِفِ الْعُتْقِ : " أَوْلِيَئُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ " ، وَ " لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَئِهِمْ " ، وَ " إِنْ أَوْلِيَئُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ " .
قَالَ : وَهَذَا عِنْدَنَا مِمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ
عُثْمَانُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - ، فَقَالَ : أَرَى فِي الْمُصْحَفِ لَحْنًا ، وَسَتُقِيمُهُ الْعَرَبُ بِأَلْسِنَتِهَا . فَأَوْجَبَ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ أَنَّ مِنَ الْخَطِّ الْمَكْتُوبِ مَا لَا تَجُوزُ بِهِ الْقِرَاءَةُ مِنْ وَجْهِ الْإِعْرَابِ ، وَأَنَّ حُكْمَهُ أَنْ يُتْرَكَ عَلَى مَا خُطَّ ، وَيُطْلَقَ لِلْقَارِئِينَ أَنْ يَقْرَؤُوا بِغَيْرِ الَّذِي يَرَوْنَهُ مَرْسُومًا .
وَغَيْرُ جَائِزٍ عِنْدَنَا أَنْ يَرَى
عُثْمَانُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - شَيْئًا فِي الْمُصْحَفِ يُخَالِفُ رَسْمَ الْكِتَابَةِ ، مِمَّا لَا وَجْهَ لَهُ فِيهَا بِحِيلَةٍ ، فَيَتْرُكَهُ عَلَى حَالِهِ ، وَيُقِرَّهُ فِي مَكَانِهِ ، وَيَقُولَ : إِنَّ فِي الْمُصْحَفِ لَحْنًا ، وَسَتُقِيمُهُ الْعَرَبُ بِأَلْسِنَتِهَا . إِذْ لَوْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا لَمْ يَكُنْ لِلْكِتَابَةِ مَعْنًى ، وَلَا كَانَ فِيهَا فَائِدَةٌ ، بَلْ كَانَتْ تَكُونُ وَبَالًا ؛ لِاشْتِغَالِ الْقُلُوبِ بِهَا . وَمَعْنَى قَوْلِهِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - هُوَ مَا ذَكَرْنَاهُ مَشْرُوحًا فِي كِتَابِنَا الْمُصَنَّفِ فِي الْمَرْسُومِ .
[ ص: 186 ] وَعِلَّةُ هَذِهِ الْحُرُوفِ وَغَيْرِهَا ، مِنَ الْحُرُوفِ الْمَرْسُومَةِ عَلَى خِلَافِ مَا يَجْرِي بِهِ رَسْمُ الْكِتَابِ مِنَ الْهِجَاءِ فِي الْمُصْحَفِ ، الِانْتِقَالُ مِنْ وَجْهٍ مَعْرُوفٍ مُسْتَفِيضٍ إِلَى وَجْهٍ آخَرَ مِثْلِهِ فِي الْجَوَازِ وَالِاسْتِعْمَالِ . وَإِنْ كَانَ الْمُنْتَقَلُ عَنْهُ أَظْهَرَ مَعْنًى ، وَأَكْثَرَ اسْتِعْمَالًا .
* * *
[ ص: 187 ] وَرُسِمَ فِي جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ قَوْلُهُ : " لِإِيلَفِ قُرَيْشٍ " بِيَاءٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ . وَرُسِمَ " إِلَفِهِمْ " بِغَيْرِ يَاءٍ . وَلَمْ تُرْسَمِ الْأَلِفُ بَعْدَ اللَّامِ فِي الْحَرْفَيْنِ اخْتِصَارًا .
فَإِثْبَاتُ الْيَاءِ فِي الْأَوَّلِ عَلَى الْأَصْلِ ، مِنْ حَيْثُ كَانَ مَصْدَرًا لِقَوْلِكَ : " آلَفَ يُؤْلِفُ إِيلَافًا " مِثْلُ " آمَنَ يُؤْمِنُ إِيمَانًا " ، فَالْيَاءُ فَاءٌ .
وَحَذْفُ الْيَاءِ فِي الثَّانِي مِنْ وُجُوهٍ : مِنْهَا أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا لِـ " آلَفَ " مِثْلَ الْأَوَّلِ . إِلَّا أَنَّ الْيَاءَ الَّتِي هِيَ فَاءٌ حُذِفَتِ اخْتِصَارًا ، لِدَلَالَةِ الْكَسْرَةِ قَبْلَهَا عَلَيْهَا . وَمِنْهَا أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا لِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96أَلِفَ عَلَى مِثْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155فَعِلَ ، وَمَصْدَرُهُ فِي ذَلِكَ عَلَى وَجْهَيْنِ قَدْ قُرِئَ بِهِمَا ، وَهُمَا : " إِلَافًا " مِثْلَ قَوْلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145كِتَابًا ، وَ " إِلْفًا " مِثْلَ قَوْلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=80عِلْمًا . وَإِذَا كَانَ مَصْدَرًا لِذَلِكَ لَمْ تَكُنْ فِيهِ يَاءٌ ؛ لِأَنَّ الْهَمْزَةَ فِي أَوَّلِهِ هِيَ فَاءُ الْفِعْلِ .
[ ص: 188 ] وَقَدْ قَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ فِي الْأَوَّلِ بِحَذْفِ الْيَاءِ ، جَعَلَهُ مَصْدَرًا لِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96أَلِفَ .
فَإِذَا نُقِطَ الْحَرْفُ الْأَوَّلُ ، عَلَى غَيْرِ قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنِ عَامِرٍ ؛ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ فِي الْأَلِفِ الْمُخْتَلِطَةِ بِاللَّامِ ، وَجُعِلَتْ حَرَكَتُهَا مِنْ تَحْتِهَا .
وَإِذَا نُقِطَ عَلَى قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنِ عَامِرٍ ؛ فَعَلَى وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا أَنْ تُجْعَلَ الْهَمْزَةُ وَحَرَكَتُهَا فِي الْأَلِفِ أَيْضًا ، وَتُجْعَلَ عَلَى الْيَاءِ دَارَةٌ عَلَامَةً لِزِيَادَتِهَا فِي الْخَطِّ وَذَهَابِهَا مِنَ اللَّفْظِ . وَالثَّانِي أَنْ تُجْعَلَ الْهَمْزَةُ وَحَرَكَتُهَا فِي الْيَاءِ ، وَتُجْعَلَ عَلَى الْأَلِفِ دَارَةٌ عَلَامَةً لِزِيَادَتِهَا . وَكُلُّ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْوُجُوهِ وَالْمَعَانِي فِي " مَلَإِيهِ " ، وَ " مَلَإِيهِمْ " فَهِيَ جَائِزَةٌ فِي ذَلِكَ عَلَى قِرَاءَتِهِ .
وَإِذَا نُقِطَ الْحَرْفُ الثَّانِي جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ وَحَرَكَتُهَا فِي الْأَلِفِ ، وَرُسِمَتِ الْيَاءُ بَعْدَهَا ؛ لِيَتَأَدَّى بِذَلِكَ لَفْظُهَا ، عَلَى قِرَاءَةِ الْجَمَاعَةِ .
* * *
وَرُسِمَ فِي كُلِّ الْمَصَاحِفِ "الصَّلاَوَة" ، وَ "الزَّكَاوَة" ، وَ "الْحَيَاوة" ،
[ ص: 189 ] وَ "بِالْغَدَاوةِ" ، وَ "كَمِشْكَاوةٍ"، وَ "النَّجَاوةِ "، وَ "مَنَاوةَ" بِالْوَاوِ عَلَى الْأَصْلِ ، أَوْ عَلَى لُغَةِ أَهْلِ
الْحِجَازِ الَّذِي يُفْرِطُونَ فِي تَفْخِيمِ الْأَلِفِ وَمَا قَبْلَهَا فِي ذَلِكَ .
فَإِذَا نُقِطَ ذَلِكَ جُعِلَ عَلَى الْوَاوِ أَلِفٌ بِالْحَمْرَاءِ ؛ لِيُدَلَّ عَلَى اسْتِقْرَارِهَا فِي اللَّفْظِ دُونَ الْوَاوِ .
وَكَذَا يُفْعَلُ بِسَائِرِ مَا رُسِمَ مِنْ أَلِفَاتِ التَّأْنِيثِ وَالْأَلِفَاتِ الْمُنْقَلِبَاتِ عَنِ الْيَاءِ ، بِالْيَاءِ . تُجْعَلُ عَلَى الْيَاءِ أَلِفٌ حَمْرَاءُ ، لِيُدَلَّ عَلَى أَنَّ لَفْظَ الْيَاءِ انْقَلَبَ إِلَيْهَا ، نَحْوُ قَوْلِهِ : "أَبَى" ، وَ "لَا يَخْفَى" ، وَ "فَسَوَّايهُنَّ" ، وَ "سَمَّايكُمْ" ، وَ "ذِكْرَايهُمْ" ، وَ "ذِكْرَايهَا"، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68الذِّكْرَى ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=8لِلْيُسْرَى ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=73الْمَوْتَى ، وَشِبْهِهِ .
وَهَذَا مَا لَمْ يَلْقَ الْأَلِفَ الْمَرْسُومَةَ يَاءً سَاكِنٌ ، فَإِنْ لَقِيَهَا لَمْ تُجْعَلِ الْأَلِفُ عَلَى الْيَاءِ ، لِعَدَمِهَا فِي حَالِ الِاتِّصَالِ ، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55نَرَى اللَّهَ ، وَ " الْكُبْرَى اذْهَبْ " ، وَشِبْهِهِ .
[ ص: 190 ] وَكَذَا تُلْحَقُ الْأَلِفَاتُ الْمَحْذُوفَاتُ مِنَ الرَّسْمِ اخْتِصَارًا بِالْحَمْرَاءِ ، فِي الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ وَالْمُخْتَلَفِ فِيهِ .
فَالْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ نَحْوُ : " الْعَالَمِينَ " ، وَ " الْكَافِرِينَ " ، وَ " الْفَاسِقِينَ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5أُولَئِكَ ، وَ " الْمَلَائِكَة " ، وَ " لِإيلَفِ قُرَيْشٍ إِلَافِهِمْ " ، وَ " الاَّتِي دَخَلْتُمْ " ، وَ " الَّائِي تُظَاهِرُونَ " ، وَشِبْهِهِ . وَهَذَا الضَّرْبُ كَثِيرُ الدَّوْرِ فِي الْقُرْآنِ .
وَالْمُخْتَلَفُ فِيهِ نَحْوُ : " مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ " ، وَ " مَا يَخْدَعُونَ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فَأَزَلَّهُمَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81خَطِيئَتُهُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251دَفْعُ اللَّهِ ، وَ " قَاتَلُوا وَقُتِلُوا " ،
[ ص: 191 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=161قِيَامًا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31حَاشَا لِلَّهِ ، وَ " أَصَلوتُكَ " ، وَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=56حَاذِرُونَ ، وَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=149فَارِهِينَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=31فَكِهِينَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إِلَيْكُمُ السَّلَامَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172ذُرِّيَّتَهُمْ ،
[ ص: 192 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=105دَرَسْتَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=159فَرَّقُوا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135عَلَى مَكَانَتِكُمْ ، وَشِبْهِهِ ، وَهُوَ كَثِيرٌ جِدًّا . وَقَدْ ذَكَرْنَا أَصْلَ جَمِيعِهِ فِي كِتَابِنَا الْمُصَنَّفِ فِي الْمَرْسُومِ .
وَكَذَا أَيْضًا تُلْحَقُ الْيَاءَاتُ الْمَحْذُوفَةُ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ أَثْبَتَهُنَّ فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ ، أَوْ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ ، نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ، وَ " وَاتَّقُونِ يَأُولِي الْأَلْبَابِ " ، وَ " اِخْشَوْنِ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=105يَوْمَ يَأْتِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=9الْمُتَعَالِ ، وَشِبْهِهِ ، مِمَّا قَدْ ذَكَرْنَا جَمِيعَهُ فِي الْمَرْسُومِ وَغَيْرِهِ . وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .
.