( و )
nindex.php?page=treesubj&link=25968الصلاة والسلام الدائمان السرمديان على ( آله ) - صلى الله عليه وسلم ، وهم أتباعه على دينه ، قال الإمام المحقق
ابن القيم في كتابه " جلاء الأفهام " : يقال آل الرجل له نفسه ، وآله لمن تبعه ، وآله لأهله وأقاربه ، فمن الأول قوله - صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026048اللهم صل على آل أبي أوفى " ، وقوله - تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130سلام على إل ياسين ) ، ونازع في هذا قوم ، فقالوا : لا يكون الآل إلا الأتباع والأقارب ، وأجابوا عما ذكر بأن المراد من الآية والحديث الأقارب . واختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=28815آله - صلى الله عليه وسلم - فقيل : هم الذين حرمت عليهم الزكاة ، وهم عندنا كالحنفية
بنو هاشم خاصة ، وعند
الشافعية بنو هاشم وبنو المطلب ، وقيل :
بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب ، وهذا قول
أشهب من أصحاب
مالك ، وقيل : هم ذريته وأزواجه خاصة ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في التمهيد ، وقيل : آله أتباعه على دينه إلى يوم القيامة ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن بعض أهل العلم ، وأقدم من روي عنه هذا القول
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما ، ذكره
البيهقي واختاره بعض الشافعية ، قلت : وكثير من علمائنا في مقام الدعاء خاصة ، وقيل : هم الأتقياء من أمته ، حكاه القاضي
حسين والراغب وجماعة لما روي
أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل من آلك ، قال : كل مؤمن تقي . وفي القاموس : آل الرجل أهله وأتباعه وأولياؤه ، ولا يستعمل إلا فيما فيه شرف غالبا ، فلا يقال : آل الإسكاف كما يقال أهله . وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه ، بل من معناه وهو صاحب ، وهل ألفه منقلبة عن هاء وأصله أهل كما هو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، أو عن واو كما هو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ؟ ظاهر كلام
ابن القيم في جلاء الأفهام ترجيح الثاني ، وكلاهما مسموع ويصغر على أهيل وأويل ، والصواب جواز إضافة آل إلى الضمير ، قال الشاعر :
[ ص: 52 ] أنا الفارس الحامي حقيقة والدي وآلي فما تحمي حقيقة آلكا
وفي شعر
عبد المطلب جد النبي - صلى الله عليه وسلم :
وانصر على آل الصليـ ـب وعابديه اليوم آلك
نعم هو بالنسبة إلى إضافته إلى الظاهر قليل . وإنما أتبعنا آله عليه الصلاة والسلام له ، لما تضافرت به الأخبار وصحت به الآثار من قوله - صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026050قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم " . إلى ما لا يحصى إلا بكلفة .
" و "
nindex.php?page=treesubj&link=25968الصلاة والسلام الدائمان المتصلان على ( صحبه ) ، اسم جمع لصاحب ، وقال
الأخفش : جمع له ، وبه جزم
الجوهري ، فقال : وجمع صاحب صحب ، كراكب وركب . والضمير عائد على النبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد بالصاحب هنا الصحابي . " الأبرار " جمع البر أي البار ، وهو الصادق والكثير البر والصدق في اليمين ، وفي أسمائه الحسنى " البر " دون البار ، قال العلامة
nindex.php?page=showalam&ids=11939أبو بكر بن أبي داود في كتابه ( تحفة العباد ) : البر هو العطوف على عباده المحسن إليهم ، عم ببره جميع خلقه ، فلم يبخل عليهم برزقه ، وهو البر بأوليائه إذ خصهم بولايته ، واصطفاهم لعبادته ، وهو البر بالمحسن في مضاعفة الثواب له ، وبالمسيء في الصفح والتجاوز عنه . والأبرار كثيرا ما يخص بالأولياء والزهاد والعباد والصحابة الكرام أفضل أولياء الأنام ، وفي الآية الكريمة (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193وتوفنا مع الأبرار ) ، والصحابي من اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا ولو لحظة ، ومات على ذلك ولو تخلله ردة .
( وَ )
nindex.php?page=treesubj&link=25968الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الدَّائِمَانِ السَّرْمَدِيَّانِ عَلَى ( آلِهِ ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُمْ أَتْبَاعُهُ عَلَى دِينِهِ ، قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ
ابْنُ الْقَيِّمِ فِي كِتَابِهِ " جَلَاءِ الْأَفْهَامِ " : يُقَالُ آلُ الرَّجُلِ لَهُ نَفْسُهُ ، وَآلُهُ لِمَنْ تَبِعَهُ ، وَآلُهُ لِأَهْلِهِ وَأَقَارِبِهِ ، فَمِنَ الْأَوَّلِ قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026048اللَّهُمَّ صِلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى " ، وَقَوْلُهُ - تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) ، وَنَازَعَ فِي هَذَا قَوْمٌ ، فَقَالُوا : لَا يَكُونُ الْآلُ إِلَّا الْأَتْبَاعَ وَالْأَقَارِبَ ، وَأَجَابُوا عَمَّا ذُكِرَ بِأَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْآيَةِ وَالْحَدِيثِ الْأَقَارِبُ . وَاخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28815آلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقِيلَ : هُمُ الَّذِينَ حَرُمَتْ عَلَيْهِمُ الزَّكَاةُ ، وَهُمْ عِنْدَنَا كَالْحَنَفِيَّةِ
بَنُو هَاشِمٍ خَاصَّةً ، وَعِنْدَ
الشَّافِعِيَّةِ بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ ، وَقِيلَ :
بَنُو هَاشِمٍ وَمَنْ فَوْقَهُمْ إِلَى غَالِبٍ ، وَهَذَا قَوْلُ
أَشْهَبَ مِنْ أَصْحَابِ
مَالِكٍ ، وَقِيلَ : هُمْ ذُرِّيَّتُهُ وَأَزْوَاجُهُ خَاصَّةً ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي التَّمْهِيدِ ، وَقِيلَ : آلُهُ أَتْبَاعُهُ عَلَى دِينِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَأَقْدَمُ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ هَذَا الْقَوْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، ذَكَرَهُ
الْبَيْهَقِيُّ وَاخْتَارَهُ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ ، قُلْتُ : وَكَثِيرٌ مِنْ عُلَمَائِنَا فِي مَقَامِ الدُّعَاءِ خَاصَّةً ، وَقِيلَ : هُمُ الْأَتْقِيَاءُ مِنْ أُمَّتِهِ ، حَكَاهُ الْقَاضِي
حُسَيْنٌ وَالرَّاغِبُ وَجَمَاعَةٌ لِمَا رُوِيَ
أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ مَنْ آلُكَ ، قَالَ : كُلُّ مُؤْمِنٍ تَقِيٍّ . وَفِي الْقَامُوسِ : آلُ الرَّجُلِ أَهْلُهُ وَأَتْبَاعُهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِيمَا فِيهِ شَرَفٌ غَالِبًا ، فَلَا يُقَالُ : آلُ الْإِسْكَافِ كَمَا يُقَالُ أَهْلُهُ . وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ ، بَلْ مِنْ مَعْنَاهُ وَهُوَ صَاحِبٌ ، وَهَلْ أَلِفُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ هَاءٍ وَأَصْلُهُ أَهْلٌ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، أَوْ عَنْ وَاوٍ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ ؟ ظَاهِرُ كَلَامِ
ابْنِ الْقَيِّمِ فِي جَلَاءِ الْأَفْهَامِ تَرْجِيحُ الثَّانِي ، وَكِلَاهُمَا مَسْمُوعٌ وَيُصَغَّرُ عَلَى أُهَيْلٍ وَأُوَيْلٍ ، وَالصَّوَابُ جَوَازُ إِضَافَةِ آلٍ إِلَى الضَّمِيرِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
[ ص: 52 ] أَنَا الْفَارِسُ الْحَامِي حَقِيقَةَ وَالِدِي وَآلِي فَمَا تَحْمِي حَقِيقَةَ آلِكَا
وَفِي شِعْرِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَدِّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَانْصُرْ عَلَى آلِ الصَّلِيـ ـبِ وَعَابِدِيهِ الْيَوْمَ آلَكْ
نَعَمْ هُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى إِضَافَتِهِ إِلَى الظَّاهِرِ قَلِيلٌ . وَإِنَّمَا أَتْبَعْنَا آلَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَهُ ، لِمَا تَضَافَرَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ وَصَحَّتْ بِهِ الْآثَارُ مِنْ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026050قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ " . إِلَى مَا لَا يُحْصَى إِلَّا بِكُلْفَةٍ .
" وَ "
nindex.php?page=treesubj&link=25968الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الدَّائِمَانِ الْمُتَّصِلَانِ عَلَى ( صَحْبِهِ ) ، اسْمُ جَمْعٍ لِصَاحِبٍ ، وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : جَمْعٌ لَهُ ، وَبِهِ جَزَمَ
الْجَوْهَرِيُّ ، فَقَالَ : وَجَمْعُ صَاحِبٍ صَحْبٌ ، كَرَاكِبٍ وَرَكْبٌ . وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُرَادُ بِالصَّاحِبِ هُنَا الصَّحَابِيُّ . " الْأَبْرَارُ " جَمْعُ الْبَرِّ أَيِ الْبَارُّ ، وَهُوَ الصَّادِقُ وَالْكَثِيرُ الْبِرِّ وَالصِّدْقِ فِي الْيَمِينِ ، وَفِي أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى " الْبَرُّ " دُونَ الْبَارِّ ، قَالَ الْعَلَّامَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11939أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي كِتَابِهِ ( تُحْفَةِ الْعُبَّادِ ) : الْبَرُّ هُوَ الْعَطُوفُ عَلَى عِبَادِهِ الْمُحْسِنُ إِلَيْهِمْ ، عَمَّ بِبِرِّهِ جَمِيعَ خَلْقِهِ ، فَلَمْ يَبْخَلْ عَلَيْهِمْ بِرِزْقِهِ ، وَهُوَ الْبَرُّ بِأَوْلِيَائِهِ إِذْ خَصَّهُمْ بِوِلَايَتِهِ ، وَاصْطَفَاهُمْ لِعِبَادَتِهِ ، وَهُوَ الْبَرُّ بِالْمُحْسِنِ فِي مُضَاعَفَةِ الثَّوَابِ لَهُ ، وَبِالْمُسِيءِ فِي الصَّفْحِ وَالتَّجَاوُزِ عَنْهُ . وَالْأَبْرَارُ كَثِيرًا مَا يُخَصُّ بِالْأَوْلِيَاءِ وَالزُّهَّادِ وَالْعُبَّادِ وَالصَّحَابَةِ الْكِرَامِ أَفْضَلِ أَوْلِيَاءِ الْأَنَامِ ، وَفِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ) ، وَالصَّحَابِيُّ مَنِ اجْتَمَعَ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُؤْمِنًا وَلَوْ لَحْظَةً ، وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ وَلَوْ تَخَلَّلَهُ رِدَّةٌ .