السؤال
السلام عليكم
كل يوم نقرأ عنهم -قبحهم الله- هل هم صناعة غربية جديدة لتدمير القيم وسلاح جديد ضد المبادئ، وهل إبرازهم إعلامياً بهذا الشكل يخدم أهدافهم، ويوقظ خلاياهم النائمة، وهل الإعلام أصبح بوقاً للخير والشر معاً؟
السلام عليكم
كل يوم نقرأ عنهم -قبحهم الله- هل هم صناعة غربية جديدة لتدمير القيم وسلاح جديد ضد المبادئ، وهل إبرازهم إعلامياً بهذا الشكل يخدم أهدافهم، ويوقظ خلاياهم النائمة، وهل الإعلام أصبح بوقاً للخير والشر معاً؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إن الإعلام في زماننا قام على أسس فاسدة، وما كان للخير أن يجد موطن قدم لولا فضل الله أولاً ثم جهود أصحاب القيم وحملة النظرة السليمة، وقد دفعنا ثمناً باهظاً يوم تخلفنا عن قيادة الأمم، وخسرت الدنيا كثيراً حين نام أصحاب العقيدة واستيقظ أصحاب الشهوات: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)، [النساء:27].
قد سارع أهل الفساد أعداء الإنسانية جمعاء إلى السيطرة على الإعلام والمال، فكان همهم جمع الذهب وتعرية الجسد، وقد وضح من آثار الإعلام وأضراره أصحاب الفطر السليمة في كل الملل والنحل، وحتى اجتمع الآلاف في بلد غربي كبير وجمعوا أجهزة التلفاز في ساحة، وأشعلوا فيها النيران، وقالوا: لقد أفسدت أولادنا.
لذلك ما ينبغي أن نستغرب ظهور الفحش والإعلان للفسق والاهتمام بثقافة القشور ونقل الكذب عبر الآفاق، فإن شعارهم: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، والغاية عندهم تبرر الوسيلة، ولعل وسائل الإعلام والإضلال هي الفتنة التي لم يبق بيت من بيوت العرب إلا دخلته، ولأن الإعلام يهتم بما يلفت الأنظار وينشر ما يغضب الأخيار، كان الاهتمام بتلك الشرذمة من الأشرار الذين أعادوا للأذهان قصة (قرى سدوم) التي حل بأهلها الدمار حين خالفت نبي الله لوط وأصروا على العار.
رغم أن الغربيين يدركون أن الشذوذ الجنسي هو المسئول الأول عن ظهور مرض الإيدز على وجه هذه الأرض إلا أنهم يكابرون ويصرون على تقحم النيران كالجنادب، ويقفون في طريق من يقول الحق ويدعو إلى الطهر، ونخشى أن يأتي اليوم الذي يقال فيه: (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)، [النمل:56].
أرجو أن أغتنم هذه الفرصة لأدعو كل من استرعاه الله رعية بضرورة أن يحميها من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وخاصة ما يسمى بالشذوذ تلطيفاً للاسم رغم قبح وشناعة ذلك العمل، وأدعو كافة الدول الإسلامية إلى عدم الاستجابة للبرنامج العالمي في التعامل مع ذلك الانحراف، ولا مانع من توفير التوعية الشرعية والعناية النفسية والجدية من الجهات الأمنية والمؤسسات الرسمية وإحياء الأدوار الأسرية، فإن تعظيم الفساق يغضب الله، كما أن الشفقة على المجرمين تزيد من عددهم وتنشر شرهم.
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تكون داعية للخير والفضيلة، ونحن في الحقيقة نشكر لك ما عندك من الغيرة، ونسأل الله أن يكثر في أمتنا من أمثالك، وأبشرك بأن شجرة الفسق والانحلال لن تجد مكاناً في أرض التوحيد والخير، خاصة إذا قام أهل الخير والفضل بواجبهم، ونسأل الله الهداية للجميع.