السؤال
كيف أعلم أنني قد قمت بما علي أمام الله؟ دائمًا أرى أنه كان يجدر بي فعل كذا، وخاصة أن في أي خطوة أفعلها يكون هناك اختيارات عديدة، وأنا أمضي بالعمل على بعضها، فأحيانًا أعلم بعض الأمور، ولكن قد أهمل جزءًا أو أنسى، إذا لم أصل للنتيجة المطلوبة ألوم نفسي أنني قصرت، خاصة إذا كان السبب معلومًا، ولكني أهملت أو نسيت.
فمثلًا في الدراسة، أنا أعلم أنه مطلوب مني أن أدرس كل يوم عددًا من المحاضرات، ولكن عندما أجلس مع أهلي أأنس بهم، فأدرس عددًا أقل من المحاضرات (أنا أدرس، لكن ليس العدد المطلوب).
عندما تأتي الامتحانات، ألوم نفسي أنني كنت أستطيع المذاكرة، واستغلال الوقت بشكل أفضل، هذا لا يمنعني من محاولة التعويض لتدارك ما قصرت فيه، ولكني أعاني من مسألة التأنيب هذه، هذا سؤال.
سؤال آخر مرتبط بمسألة القدر: كيف أعرف أن الحدث الفلاني قدر من الله؟ وبالتالي يجب علي التسليم؟ مثلًا الزواج، أنا أدرس الطب، ووقتي ضيق لأعمل بوظيفة يومية بأجر مقبول؛ لأن العمل المتقطع يكون بأجور ضعيفة لا تكفي لمصاريفي الشخصية، فهل من القدر أن الله حدد أني لا أتزوج الآن، وعليّ التسليم والمضي في الدراسة بتسليم؟ أم أنه يمكن أن أتضايق من تأخر الزواج، فأترك الكلية مثلًا؟ ترك الكلية خيار غير منطقي، ولكن إذا كنت قد أذنبت فإن الله سيحاسبني لم لم تفعل كذا؟ والطب ليس فرضًا ولكن حفظ النفس فرض علي.
هل استمراري بالدراسة يُعتبر تقصيرًا؟ أم أنه من القدر؟ لأن فكرة وجود خيار أن علي ترك الدراسة تجعلني غير مرتاح، شعور بعدم الاستقرار، وكما تعلمون أن الطب لكي أحصل على دخل كافٍ فيحتاج إلى 10 سنوات على الأقل من دخول الجامعة، وبالتالي فكرة ترك الدراسة دائمًا لا أراها إلا إهدار وقت؛ لأن أمامي 5 سنوات بإذن الله.
أنا أحتاج أن أفهم ما هو القدر؟ وما هو اختياري؟ ومتى التسليم؟