السؤال
الــســلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب أحب فتاة منذ حداثة عهدي بمرحلة الطفولة، وعند بلوغي مرحلة الدراسة الثانوية فكّرت كثيرًا أن أكلّمها، لكني كنت أستحيي أن أفعل ذلك، ومنعت نفسي من أن أكلّمها كثيرًا، بل من رؤيتها على مقربةٍ منها!
مرت الأيام والأعوام تلو الأعوام وحبها يكبر بقلبي، وأنا أناجي سميع الدعاء أن يكتبها لي خير زوجة في الدنيا والآخرة، وأن يحرسها بعينه التي لا تنام، ولم أقْدِر أن أنساها؛ لدرجة أني قررت أن أتقدم لها أول ما أقدر أن أتقدم لها، وخصوصًا أنها محترمة، وعلى خلق.
أنا الآن أتابع دراستي الجامعية بكل جهد وبدون كلل؛ بغيةَ حصولي على وظيفة يكون مورد رزقها حلالًا، وأنـا بـصدد الـبـحـث عـنـهـا، وأبتغي بذلك التقرب من الله في كل يوم أكثر من اليوم الذي مضى، وأردت التقدم للفتاة التي يحبها قلبي منذ كنت أدرس بالمرحلة الابتدائية، ولكنها خطبت، فهي الآن مخطوبة، وأنا أحبها حبًا شديدًا!
سؤالي: إن لم يقدّر لي ربنا -سبحانه وتعالى- أن أرتبط بها في الدنيا، فهل ينفع أن تكون هي زوجتي في الجنة؟ وأنا -بإذن الله تعالى- لن أرتبط بغيرها ما حييت في هذه الفانية! وسأعمل على تهذيب غريزتي بالإكثار من الصلاة والصوم.
إن وفقني الغني البصير ورزقني مورد الرزق الحلال -إن أطال الله في عمري-، وأصبحتْ لديّ المقدرة على فتح بيت، فقوله حق ووعده حق: {إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا}، فإني إذا ارتبطت بغيرها، فلن أستطيع أن أحبها، لن أستطيع، لن أستطيع! ليـس الأمر بـيَـدي؛ وبالتالي سأقصّر في حقها مهما حرصت، فالحب فطرة، وخير الأنام الحبيب المصطفى -صـلى الله عـليه وسلم- قال لربه: (لا تلمني فيما لا أملك)، يقصد قلبه، فما البال بنا نحن عباد الله الضعفاء؟!
أنا أخاف الله، وأخاف أن أؤثم عـلـى تقصيري في حـب غـيـرهـا إن حصل وتـزوجـتها، فأنا أتمنى أن تكون من أحببتها منذ عـهـد الـصّـبـا زوجتي في الجنة، وخصوصًا أن الله -سبحانه وتعالى- يقول عن الجنة: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين}، ويقول الرسول -صلى الله عـلـيـه وسـلم-: (المرء مع من أحب).
علمًا أني لسنواتٍ طويلة وأنا أتألم جدًا في صمت يكاد يخنقني بسبب ذلك الأمر، وأرى أنه صعب جدًا أن أُحرم من الفتاة التي أحبها في الله؛ أحرم منها في الدنيا والآخرة! واللهُ هو الوحيد الذي يعلم بما أشعر به وبمدى الصبر الذي أتحمله، فأنا صابر على ما أصابني حتى يحكم الله في أمري فيما كتبه لي من عُمْر؛ فرحمته وسـعـت كل شيء، ورحمته سبقت غضبه –سبحانه- والحمد لله على كل حال.
شكرًا لكم.