السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يمن عليكم بعظيم الثواب على هذا الموقع الرائع, مهما شكرناكم لن نوفيكم حقكم في الشكر.
أنا فتاة سورية عمري 20 عاما, كما تعلمون كم الوضع في سوريا سيء ومتأزم.. اضطررنا أنا وعائلتي للنزوح إلى مصر منذ سنتين ونصف تقريبا.
مشكلتي يا سيدي: العنوسة! رغم أنني صغيرة في السن وأدرس الآن في كليه مرموقة، وأتمتع بالجمال، إلا أنني مقتنعة أنني لن أتزوج!!
كما تعلم أن الزيجات تحدث من مجالس النساء, لكن هنا في الغربة لا يوجد أحد على الإطلاق! أنا فتاة مستقيمة جدا والحمد لله, لا أكلم الشباب إلا في الضرورات القصوى, مع العلم أنني أعرف كيف أتصرف معهم وأضعهم في حدودهم.
والله إنني أكتب هذه الرسالة وأشعر بالحرقة في داخلي، فكلما رأيت عائلة أو زوجين ممسكان بأيدي بعضهما، أو أي شيء يتعلق بموضوع الخطبة، أشعر بأنني سأبكي! وأغضب كثيرا وينقلب مزاجي رأسا على عقب.. تخيل -رعاك الله- حتى إذا كنت بالسوق وصادفت محلا لبيع العطورات ومنتجات التجميل (وكل ما يهدى للمخطوبة), أغير طريقي وأحاول أن لا أعكر صفو مزاجي وتفكيري.
المشكلة أن جميع أفراد عائلتي متخرجون من كليات مرموقة، وفكرة أن أترك الجامعة وأتزوج مرفوضة، وأنا فتاة طموحة جدا جدا ومبدعة في مجالي، ولم يكن يعنيني أمر الزواج إطلاقا، حتى كنت أقول: (لماذا أتزوج؟ سوف أدرس وأبني حياتي بيدي)، لكن يوما بعد يوم -وخاصة بعد دخولي الجامعة- انقلب تفكيري رأسا على عقب، حتى أصبح يشوش على دراستي وتركيزي، وأصبت بالاكتئاب مؤخرا (أتناول البروزاك 20 مل).
لا أستطيع أن أفتح هذا الموضوع مع أهلي، فلجأت إليكم لما وجدته عندكم من رجاحة الرأي، فأنا أعيش في صراعات بين رغبتي في الزواج كأي فتاة تريد العفاف مع عدم توافر الظروف... وبين دراستي وإنهاء الجامعة وطموحاتي الكبيرة.. ما العمل؟
شكرا جزيلا، ودمتم سالمين.