السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الجليل، سأحكي لك قصتي، أنا فتاة ملتزمة ومثابرة على التمسك بديني بالرغم من أنني من بيئة غير ملتزمة، ومكافحة منذ صغري ومعيلة لأمي وإخوتي، منذ 6 سنوات تركنا والدي لعدة ظروف وهي بنظر كثير من الناس لا تبرر له موقفه بالتخلي عن أسرته وعدم النفقة على أولاده وزوجته؛ لأنه لم يطلقها حتى الآن، فالسبب الوحيد الذي يبرر له موقفه أن والدتي صماء وبكماء، وأنه غير قادر على التماشي معها في الحياة، وأنه تركنا بدون نفقة لأنني ووالدتي ننفق على الأولاد والمنزل، وخطبت لابن خالتي ولي سنتان، وتم كتابة عقد الزواج بموافقة عمي (أخو والدي) ولكن لم نتزوج حتى الآن بسبب أن أبي قد أساء الكلام مع أهل خطيبي، وهم منذ البداية لم يريدوني، وكان السبب هو والدي أيضاً، وخالتي أم خطيبي لا تريدني مطلقاً لابنها ويدعون علي بالموت بأبشع الأمراض، وتبرر ذلك أن جدتي والدة أبي كانت مطربة وراقصة، وأنني لا أناسبهم، ولكن يا شيخي جدتي تابت لله عز وجل، وأنا علاقتي بها محدودة جداً، وهي في منطقة بعيدة عنا، وأبي مقيم معها، السبب الثاني أنني محجبة وخالتي أم خطيبي وبناتها لا يرتدين الحجاب، والسبب الثالث الذي اتخذوه ذريعة قوية أن والدتي صماء وبكماء، والسبب يا شيخي هو أن مرض السحايا أصاب مركز النطق والسمع لدى والدتي، وأفيدك علماً أن والدتي من أم وخالتي من أم أخرى.
وخطيبي مثال الأدب والأخلاق، وبقلبه مخافة الله ولا يقطع وقت صلاة، وليس استغلالياً، وهذا بعكس صفات أهله هداهم الله، والآن أرسله أبوه لدولة أجنبية وهو وافق أباه لعل وعسى أن يرضى بزواجنا، ولكن الحجة هو أن يدرس لكي ينظر للفساد وينساني ويطلقني.
وخطيبي يريد العودة لكي يتفق مع عمي على موعد الزواج ونرتاح من المشاكل؛ لأنه قادر أن يتحمل مثل هذه المسئولية بفضل الله، ولا أعرف ماذا أفعل ولا أستطيع أن أتخلى عنه لأنه سندي الوحيد، وهو يتحمل المصاعب لأجلي لكوني أحمل أعباء ومسئولية عائلة بأكملها ويساعدني قدر الإمكان ورغم أنه بالغربة.
والمشكلة الثانية: أنني نويت أن أشتري منزلاً لأمي وإخوتي؛ لأننا تنقلنا لمدة 25 سنة في منازل للإيجار وذلك لكي نرتاح من عقود الإيجار المنزلي ولكي أقدر أن أحل المشاكل التي بين أبي وأمي، وربما يغير أبي من تفكيره بعد أن أشتري منزلاً لهم يؤويهم وأكون بذلك خففت عنه من العناء وأحنن قلبه علي وعلى أمي وإخوتي، والحمد لله اشتريت المنزل بعد أن تراكمت علي الديون واختنقت من كترة الالتزامات ولم أجد أي حل لكي أخرج من ديوني غير السفر لدولة بعد العروض التي أتتني بسبب مؤهلاتي، ولكن صدمتي أن أبي رفض الرجوع لزوجته وأولاده وتحمل المسئولية رغم أنني عرضت عليه أن المصاريف والإنفاق هي على عاتقي، ورغم ذلك رفض، وتوعدني أنه سيطلق أمي ويأخذ إخوتي منها، وأنا لا أعرف ما هو الحل معه؟ ولا أحد يقدر أن يملي عليه شيئاً.
وأنا غرقت بالديون والمطلوب مني السفر لكي أقدر على إيفاء ديوني، أنا على ذمة رجل يسعى لسعادتي ولكنه في بلد أجنبي بعيد لا حول له ولا قوة، ولا أدري ماذا أفعل بموضوع والدي الذي بلغ من العمر الخمسين عاماً وأحاول أن أساعده ولكنه يرفض، وبموضوع خطيبي الذي أراه بصيص الأمل في حياتي ويجعلني أتمسك بالله عز وجل أكثر كلما ضاقت الدنيا بوجهي؟
أرشدوني للصواب لأنني تهت من شدة الهموم.
جزاكم الله خيراً.