السؤال
السلام عليكم ..
جزاكم الله خيراً عن هذا الصرح الإسلامي العظيم، وبارك الله بجهودكم.
أعاني من مشكلة تؤرقني ليلاً ونهاراً، طرقت كل الأبواب لحلها بدون جدوى، مشكلتي أن والدي بينهما خصومات وخلافات معقدة ومستمرة منذ 30 عاماً، تسببت هذه الخلافات بمشاكل كبيرة وتوابع خطيرة على إخوتي، فمنهم من فشل في حياته، ومنهم من يتخبط هنا وهناك بلا جدوى!
بيتنا يفتقد لأقل معاني الأسرة، حاولت أن أحل هذه الخصومات لكن دون جدوى، توجهت لأعمامي وأقاربي لكنهم لم يبدوا اكتراثاً كثيراً للموضوع ، أبواي -أصلحهما الله- لا يتكلمان مع بعضهما بالأشهر الطوال، أحياناً لمدة 10 شهور متواصلة أو سنة، ينام كل واحد منهما في غرفة، لا يتكلمان بكلمة واحدة مع بعضهما!
هذه الخصومات أدت إلى إحباط إخوتي الصغار، فهم يفتقدون معنى الحنان ومعنى الأسرة، يفتقدون معنى الحياة، بحثت وبحثت لأجد حلاً لمشكلتهما ولم أستطع، توصلت في النهاية إلى أن بقاءهما على هذا الحال أفضل من الطلاق، أو أن يتزوج أبي زوجة ثانية، ولكنه لا يملك المال، إضافة إلى أنهما قد بلغا من الكبر عتياً، والطلاق سيكون بمثابة رصاصة الرحمة لهذه الأسرة المنهكة، إضافة إلى أن أبي بدأ المرض يدب فيه، وهو بحاجة إلى بعض الرعاية، وأنا أعمل وأعود في المساء، مستقبلاً قد يحتاج إلى من يقوم على أموره، وأنا ما زلت أحتاج إلى سنوات لأتزوج فلمن أتركه؟! وأمي أيضاً بحاجة إلى من ينفق عليها.
إن كلاً منهما مقصر بحق الآخر، ولو مات أحدهما على هذه الحال سيسأله الله عن تقصيره، فكيف أصل لحل يرضي الله جل جلاله، بحيث أنه إذا مات أحدهما يكون بريئاً من ذمة الآخر، فأنا أريد حلاً يحجبهما عن نار جهنّم، تكفي آلام هذه الدنيا، وما الحكم الشرعي لهما، بحيث أنهما لا يحققان معنى الزواج لأشهر طويلة؟ هل يجوز الأخذ بقاعدة أخف الضررين أن أبقيهما على هذا الحال؟
أرجو الإجابة بسرعة، لأني بحاجة ماسة لنصحكم وتوجيهكم.