السؤال
السلام عليكم.
هل الحزن والبكاء بسبب حدوث شيء ما، من الجحود لنعم الله؟ دائما أوسوس أني جاحدة، فرغم نعم الله علي فإني أحزن لحدوث شيء واحد سيء ولا أشكر الله، وهذا يجعلني أحزن أكثر.
السلام عليكم.
هل الحزن والبكاء بسبب حدوث شيء ما، من الجحود لنعم الله؟ دائما أوسوس أني جاحدة، فرغم نعم الله علي فإني أحزن لحدوث شيء واحد سيء ولا أشكر الله، وهذا يجعلني أحزن أكثر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يجعلنا جميعًا ممَّن إذا أُعطي شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا جميعًا السعادة والآمال.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (ما من إنسان إلَّا يفرح ويحزن، ولكن المؤمن يجعل فرحه شُكرًا وحزنه صبرًا) فالمؤمنة تجعل فرحها شكرًا وحزنها صبرًا، والاعتدال في كل ذلك مطلوب، قال تعالى: {لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}.
وإذا حزن الإنسان أو بكى لضُرٍّ مسَّه أو مصيبة نزلت به فإن ذلك لا يعني أنه جاحد لنعم الله عليه، ولكن المطلوب هو إدراك أنه مختبر، وأنه يُؤجر في الحالتين، وأن الصبر يوصل إلى الجنة، وكذلك الشكر.
ولكن من المفيد لمن تأتيه مصيبة أن يتذكّر نعم الله عليه، ولذلك حتى فقدنا للأعزاء فإن الشريعة تعلمنا أن نقول: (لله ما ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمَّى) ثم يصبر ويحتسب. وهذا ما قاله عروة بن الزبير - رضي الله عنه - عندما ابتُلي ببتر القدم وفقد الولد، فقال: (الحمد لله الذي أعطاني من الولد أربعًا واختار واحدًا، ومنحني من الأطراف أربعًا واختار واحدًا)، ثم ردد بثباتٍ ورضىً لله: (لك الحمد على ما أعطيتَ، ولك الحمدُ على ما أخذتَ).
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تطردي الوساوس المذكورة، وتثبتي على الاعتدال والسنّة، واسألي الله العافية، وإذا حصل ما تكرهين فتسلَّحي بالصبر، وقولي: {إنا لله وإنا إليه راجعون}، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والسداد.