الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سألت الله ودعوته بأمر معين فهل يستجيب الله ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عانيت من أمر ما كان مصيبةً بالنسبة لي، ولكن شعور الرضا ملأ نفسي، ولم أحزن، دعوت الله لو أن تلك الحاجة كانت خيرًا لي وأنا خير لها أن يقربها، ولو كانت شرًا لي وأنا شر لها أن يبعدها، ويربط على قلبي، وفي بعض الأوقات أشعر بأني سأجن، فكيف ألهمني الله الثبات والدعاء، علمًا أني على يقين بأن الله سيعيد لي ذلك الشيء، وبحال أفضل من السابق، فهل ذلك هو اليقين والرضا بالله فعلًا؟ وهل الإحساس الذي شعرت به من الله أو لا؟

بالمناسبة كنت منقطعة عن الصلاة لفترة، والآن أجد نفسي وقد التزمت بها، وأصلي قيام الليل، وأدعو بالحاجة التي أريدها، وصليت الفجر، ودعوت الله وطلبت من الله إشارة إن كانت تلك الحاجة خيراً لي أو لا، وفتحت مقاطع الفيديو فوجدت أدعية عن كثرة الحاجة، فرددتها، وقلت: اللهم آمين يا رب.

إحساسي يقول: إني على صواب، وكلها إشارات من عند الله، ويجب الاستمرار بالدعاء، وأحيانًا أخرى تهاجمني الوساوس وتشعرني أنها مجرد أوهام، وأني أربط كل ذلك لإرضاء نفسي، وأني سأعيش طوال عمري بانتظار استجابة ذلك، حائرة فأرجو الإفادة.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُقدِّر لنا ولك الخير حيث كان، ويرضينا به.

ونحن أولًا نثني ونثبتك على فهمك الصحيح؛ أن الإنسان ينبغي أن يكون راضيًا مطمئنًا لحُسن تدبير الله تعالى، محسنًا الظن بربه، وأنه سيُقدِّر له الخير، وأن الله تعالى رحيم بنا، وهو أعلم بمصالحنا، فربما صرف عنَّا شيئًا من الأشياء التي نحبها ونحرص عليها، ولكن هذا الصرف هو الخير، فليس كل ما نحبه ونحرص عليه يكون خيرًا، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

اجتهدي في الدعاء بما ترينه خيرًا لك من مصالحك الدنيوية، وأكثري من دعاء الله تعالى لك بالتوفيق لمرضاته، والإعانة على طاعته، وأحسني ظنك بالله تعالى، وأنه سيُقدِّر لك الخير، وليس بالضرورة أن يُعطيك نفس الشيء الذي تطلبينه، فربما كان الخير في أن يدَّخر الله تعالى هذه الدعوات لتنالي الأجر عليها يوم القيامة، وربما صرف عنك الله الأقدار المكروهة بقدر هذه الدعوات، فهو سبحانه وتعالى أعلم بمصالحك، وأرحم بك من نفسك.

وما تذكرينه من الإشارات والدلائل ليست أمورًا قطعية، كما لا يمكن أيضًا نفيها بالمطلق، ولكن لا ينبغي للإنسان أن يعلق نفسه بأشياء لا دليل عليها ولا برهان.

خير ما تتعلقين به وتملئين به قلبك هو حُسن الظن بالله، وأنه سبحانه وتعالى غني حميد، على كل شيء قدير، لا يُعجزه أن يعطيك مسائلكِ، ويُلَبِّي لك رغباتك، فإن هذا شيء يسير عليه سبحانه وتعالى، ولكنه سبحانه وتعالى برحمته يُقدِّر لك ما هو أفضل وما هو خير، فأحسني ظنك بالله، واستعيني به سبحانه وتعالى على قضاء حوائجك، وخذي بالأسباب المباحة المشروعة لكل شيء تتمنين حصوله، وبعد ذلك فَوّضي الأمور إلى الله تعالى، فما يُقدِّره لك هو الخير.

نسأل الله أن يُقدِّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً