السؤال
الخوف من السفر للعمل، وترك الأهل.
أريد أن أسافر للعمل، وعندما تقترب أخاف من السفر، وأتخيل الغربة فأخاف جدا، هل هذا مرض؟ وأريد علاجا من غير أدوية.
الخوف من السفر للعمل، وترك الأهل.
أريد أن أسافر للعمل، وعندما تقترب أخاف من السفر، وأتخيل الغربة فأخاف جدا، هل هذا مرض؟ وأريد علاجا من غير أدوية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: ربما يكون هذا الخوف طبيعيا، ويشعر به كثير من الناس؛ لأن الأمر يتعلق بالمجهول، أي أن طبيعة النفس الإنسانية تنفر من كل ما هو غير معلوم وغير مألوف؛ لأنه قد يكون خارج سيطرتها.
فالاغتراب عن الأهل، والبعد عنهم يشعر الشخص بعدم الأمان، خاصة إذا كانت علاقته جيدة مع الوسط الذي يعيش فيه، ويضطر بعض الناس إلى الهجرة نتيجة بعض الظروف الحياتية سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، أو من أجل تعلم العلم وكسب المعرفة. فحينذاك يكون الابتعاد عن الأهل مفروضاً عليهم من أجل تحقيق أهدافهم الشخصية.
الأمر -أخي الكريم- يتطلب الموازنة بين البقاء مع الأهل والاستمتاع بمعايشتهم، وحسن معشرهم، مع تحمل ما يترتب على ذلك، وبين الابتعاد عنهم في سبيل تحقيق غايات أخرى، مع تحمل مشاكل الغربة.
ولا بد من النظر إلى طبيعة البلاد التي تنوي الهجرة إليها، خاصة ما يتعلق بأمور دينك، فهي الأولى بالمراعاة، والجديرة بالاهتمام، فقد يهاجر الفرد إلى بلاد فيفقد ما عنده من إيمان ومعتقدات، ويساير المجتمع الذي يعيش فيه، فتنحط أخلاقه وقيمه، وتنطمس هويته، وقد يهاجر إلى بلاد يزداد فيها إيمانه، ويهتم أكثر بممارسة شعائره التعبدية، ويشعر فيها بالأمن والأمان، ويجد فيها من يعينه، ويقف معه، ويتعلم فيها الكثير من ضروب المعرفة، وتزداد فيها قدراته ومهاراته المهنية، فيرجع إلى أهله وهو غانم بما أعطاه الله من النعم ومن الخيرات.
فالخوف ربما يكون ناتجاً عن بعض الأفكار والتصورات الخاطئة عن حياة الغربة، وعدم الخوض في خبرات جديدة، والتجربة خير دليل وبرهان، فلا تحكم على شيء ظاهرياً، ولكل إنسان تجربة خاصة به. فنرشدك إلى استخارة المولى سبحانه وتعالى في هذا الأمر؛ فهو علام الغيوب، فإن كان الأمر فيه خير لك فسيوفقك ويثبتك، ويهيئ لك كل الظروف التي تبعد عنك الخوف.
فحاول -أخي الكريم- القيام ببعض التجارب الصغيرة، وذلك بالابتعاد عن الأهل لفترات قصيرة، ولمسافات قريبة؛ لكسر الحاجز النفسي، واختبار قدرتك على التحمل، والتعود على ذلك شيئاً فشيئاً.
وفقك الله لما فيه الخير.