السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الأعزاء، أشكركم على موقعكم المتميز، فنادرًا ما نجد في حياتنا من يسمعنا، ويساعدنا، ويرشدنا، وأسأل الله أن يوفقكم، وينفع بكم الأمة الإسلامية.
أريد أن أسأل عن عدة أمور أولها: اختلط علي معنى الرياء، فأنا على يقين تام بمعناه، ومعنى السمعة وحرمتهما، فهما يعكران الإخلاص لله تعالى في العمل، وبعد أن قرأت عدة فتاوى لديكم عن هذا الموضوع، تأكد لي موضوع الإخلاص في النية، فإنا دائما عندما أُقبل على عمل، أو أنوي شيئا ما، تكون نيتي خالصة لله تعالى، ولا أبغي في عملي إرضاء الناس أبداً، فيكون الأساس لدي هو إرضاء الله -عز وجل-.
لكن في الأغلب لا أقدر أن أُخفي عملي عن أعين الناس، فأرى الأمر صعباً، فعندما أُخفي بعض الأعمال يظهر مني أكثرها، فمثلا: أريد حفظ القرآن، ولكن دون رياء، فعندما أحاول الحفظ خفية، أجد صعوبة في اختيار المكان والزمان، وأرى بأن حفظ القرآن أمر لا يمكن إخفاؤه، فغايتي بعد الحفظ تعليم غيري، فهل هذا يبطل نية الإخلاص؟ وهل بإمكاني الحفظ بنية خالصة لله -عز وجل- حتى إذا علم الناس؟
وهناك أعمال أخرى كثيرة أقوم بها لإرضاء الله، ولكن حديث الناس عنها وإعجابهم بها، يدخل على قلبي السرور، فهل شعوري بالسرور يعتبر رياءً؟
نقطه أخرى حول هذا الموضوع: لدي صديقة مثل أختي، نحب الخير لبعضنا، ونقضي معظم الوقت معاً في المدرسة، فتكثر الأحاديث فيما بيننا، ونتناقش في تفاصيل أمورنا اليومية، ونفتخر بما قمنا به من طاعات، ونشغل أنفسنا بالحديث بما فيه الخير والنفع، ونقدم لبعضنا النصح والإرشاد، فهل حديثنا فيه شيء من الرياء؟
وأخيراً: أريد أن أستفسر عن نقطة وهي: بما أننا مسلمون نسعى دائما لإعلاء كلمة الإسلام، وإرضاء الله -عز وجل-، فنتناقش مع الآخرين، وعندما نبين لهم الصواب نتعرض للمدح والثناء، ونعجب بأنفسنا، فهل في هذا الإعجاب شيء من الرياء؟
أحتار في هذا الأمر كثيراً، وأخاف أن أعجب بنفسي من غير قصد، وأن أبرز شخصيتي من خلال النقاش والحوار، ولكنني لا أستطيع الصمت عن الحق وأنا أمتلك القدرة على الحوار، وأخاف أن يكون ذلك منافياً لصفة التواضع، وهدفي من ذلك أن أكون عنصراً فعالاً في ديننا الإسلامي، أفيدوني جزاكم الله خيراً.