السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشكركم على سعة صدركم، واستجابتكم على جميع استفساراتي، والتي ساعدتني كثيرا.
أنا شاب كنت لا أصلي، وأسمع الأغاني بكثرة منذ استيقاظي إلى أن أنام، وأعشق شيئا اسمه موسيقى، وكنت لا أتخيل حياتي بدونها، وأنا أملك صوتا جميلا بعض الشيء، وإحساسا عذبا، وكنت أضل أردد الأغاني في جميع أوقاتي، وأمام أصدقائي، وكانوا يشجعوني على هذا الشيء.
إلى أن جاء أخ صالح كتب الله لي التوبة على يده – والحمد لله - التزمت بالصلاة، وأصبحت لا أسمع الأغاني مطلقا، ولا أرددها، حتى بدأت أنسى ما أحفظه منها – والحمد لله - ليس هذا فحسب، بل إنني بدأت أعشق القرآن والترتيل بالأحكام التي تعلمتها بوقت قياسي، وبدأت أحفظ القرآن وأردده بألحان عذبه.
مشكلتي أن شيئا بداخلي يقول لي: أنت لا تردد القرآن ولا تسمعه ابتغاء وجه الله، ولكن لأنك تريد أن تردد الألحان فقط وتستمتع بها، وأيضا تريد من الناس أن يعرفوا أنك تحفظ القرآن وتردده بصوت جميل، وعندما أصلي بالمسجد وأسمع الإمام وهو يتلو القرآن أقول لنفسي ليتني أنا مكانه، فأنا لو كنت مكانه سأقرأ أفضل منه، وقد صليت مرة بالناس وقرأت القرآن بطريقة جميلة، وامتدحت وأسعدت كثيرا بالمدح، ولكن رجع شيئا بداخلي يقول: أنت لم تكن مخلص النية، أنت فعلت هذا طلبا للمدح لا لوجه الله.
أنا وبصراحة أحب أن يمدحني الناس، وأحب أن أكون مميزا بشيء معين، ولو سمعني أحد وأنا أتلو القرآن أكون سعيدا، وأنتظر أن يمدحني، فهل ما أحس به رياء؟
أخبروني أرجوكم، فهذا الشيء ينغص علي حياتي، فأنا أريد أن أحفظ القرآن، ولكن هذا الشيء يمنعني، وأنا لقيت عندي قدرة مميزة على الحفظ، فقد حفظت ثلاثة أجزاء بشهرين أو ثلاثة، ولكن الآن لا أستمر بالحفظ خوفا من الرياء.
أرجو من أساتذتي أن يوضحوا الصورة لي، هل ما أشعر به رياء، وإن كان رياء كيف أتخلص منه؟ هل أتوقف عن الحفظ والتلاوة كي لا يراني الناس، أم ماذا؟ أم هي مجرد وساوس؟
أرجو أن توضحوا لي الصورة كي أرتاح، وشكرا.