السؤال
ما هي الطرق الشرعية لاختيار شريكة الحياة؟ هل بالنظر إلى الفتيات في الشوارع والطرقات، وفي أي مكان؟ أم كيف؟ وكيف يبدأ الشخص حواره؟ ومن أين يبدأ عندما يريد التحدث مع من يريد خطبتها؟
ما هي الطرق الشرعية لاختيار شريكة الحياة؟ هل بالنظر إلى الفتيات في الشوارع والطرقات، وفي أي مكان؟ أم كيف؟ وكيف يبدأ الشخص حواره؟ ومن أين يبدأ عندما يريد التحدث مع من يريد خطبتها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك ابننا الكريم في الموقع، نحن سعداء فعلاً بفكرة الاستشارة وبهذا السؤال، ونؤكد لك أن اختيار الزوجة لن يكون عبر النظر في الغاديات الرائحات؛ لأن البنات يُظهرن الجميل ويسترنَ القبيح، فإذا كان في رجلها عوج فإنها تلبس الشراب أو كان في يدها خلل فإنها ستلبس القفاز أو كان في كوعها أو بوعها إشكال فستغطي هذا الجزء من جسدها؛ ولذلك فنحن نؤكد لك أن أحسن صور وطرائق الزواج هو أن يبعث الإنسان خالة أو عمّة أو جدَّة لتنظر له في الفتيات، ثم تقرب له الصورة، فتأتي فتصف له أن فلانة فيها كذا وشكلها كذا، ويمكن أن تقول: (تشبه أختك أو خالتك فلانة أو عمتك) فإذا وجد هذا الميل ووجد هذا القبول فعند ذلك من حقه أن يطلب ما بعده، وهي النظرة الشرعية التي يعقبها الارتياح والانشراح.
لذلك أرسل الإمام أحمد من تخطب له، فجاءت وقالت: (وجدتُ لك فتاتين، الأولى بارعة في جمالها متوسطة في دينها، والثانية متينة الدين متوسطة في الجمال) فاختار الإمام أحمد جمال الخلق وجمال النفس الذي هو جمال الدين، الذي هو الجمال الدائم، وقال: (أريد صاحبة الدين، وتلك وصية رسولنا الأمين) فسعد معها غاية السعادة.
ليس معنى هذا أنا لا نهتم بالجمال، بل لا بد للإنسان أن يهتم، وفي الأصل يمكن أن يقول: (أريدها صفراء، طولها كذا، شكلها كذا) ويعطوه أوصافًا تقريبية، فإذا وصل لهذا المستوى فعند ذلك يستطيع أن ينظر إليها، سواء بعلمها، بحضور أهلها أو بغير ذلك كما فعل الصحابي الذي تخبَّأ لها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (انظر إلى ما يدعوك إلى نكاحها) وقال: (انظر إليها فإنه أحرى أن يُؤْدم بينكما) وقال: (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا) هذه كلها توجيهات من رسولنا لصحابته الكرام.
ولكن لا نريد للإنسان أن يتوه في الشارع فيقف ينظر إلى النساء؛ لأنه بهذه الطريقة لن يشبع ولن يصل إلى الفتاة التي يريدها؛ لأن الشيطان يزين كل فتاة من أجل أن يوقع الإنسان في المعصية، من أجل أن يوقعه في المخالفة والحرام، فالشيطان يستشرف المرأة إذا خرجت.
ولذلك أحسن طريقة أن تستعين بأخواتك، وبعمّاتك وبخالاتك، وبالكبيرات في السن، ولا مانع كذلك أن يتدخل إخوان الفتيات، العقلاء، الفضلاء، الزملاء، قطعًا لهم خالات، لهم عمات، لهم بنات، أخوات، إخوان، فالمهم الإنسان ينبغي أن يمشي بخطوات ثابتة، ويطلب مساعدة الآخرين ممن يثق بهم، وبعد ذلك الحرج مرفوع، هو لا يتزوج إلا من يُعجب بجمالها، ولا ننصح بالمجاملة في مثل هذه الأمور، والدين لا يرفض الجمال، ولا يرفض الحسب والنسب، لكن ينبغي أن يجعل القاعدة الأولى على الدين والأخلاق؛ لأن الجمال بلا دين، والجمال بلا أخلاق، والحسب بلا دين، والحسب بلا أخلاق وبال على أهله.
نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان، واختر لنفسك الجمال الذي تريده بعد الدين والخلق، واظفر بذات الدين وإلا تربت يداك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.