الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في الزواج بابنة أحد المشايخ لإحساسي بعدم الأهلية لذلك!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أعزب، أشاهد دروس الفقه والعلم، رغم أني لا أدرس العلوم الشرعية، وأحب شيخاً حباً لا يعلمه إلا الله.

أنا أتابعه في شرح الدروس، ومن كثرة حبي له أردت أن أكون على قرابة به، فعلمت أن لديه بنتاً، لا أعلم كم مضى من عمرها، وأريد في نفس الوقت العفاف، والزواج من ذات الدين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتمست ذلك في الشيخ، وهو شيخ وعالم مشهور، بحثت عن رقمه طويلًا، والآن لا أدري كيف أطلب ذلك منه؟!

أخشى من أني غير لائق بمصاهرته، لأني لست طالب علم! لكني ملتزم بصلاتي، ومتمسك بديني.

أفيدوني جزاكم الله خيراً، كيف أطلب ذلك منه؟ وما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك في الدنيا والآخرة، وبعد:

جميل أن تكون لك تلك المشاعر الطيبة تجاه العلماء، وأهل الفضل، وأنت مأجور على ذلك، فمن أحبّ قوماً حشر معهم، فعند البخاري أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: (ومَاذَا أعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: لا شيءَ، إلَّا أنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ)، قَالَ أنَسٌ: فَما فَرِحْنَا بشيءٍ، فَرَحَنَا بقَوْلِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ) قَالَ أنَسٌ: فأنَا أُحِبُّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ معهُمْ بحُبِّي إيَّاهُمْ، وإنْ لَمْ أعْمَلْ بمِثْلِ أعْمَالِهِمْ.

الزواج -أخي- له شروط زائدة، فلا بد أن ترى الفتاة أولاً، وأن تقتنع بها من ناحية الدين والخلق، والمنظر العام المقبول لك، وبعد ذلك يأتي الزواج.

لذا ننصحك بما يلي، إن كنت قادراً على الزواج مادياً وواقعاً:

1- السؤال عن طريق النساء عن الفتاة، وعمرها، ودينها وخلقها.
2- إرسال رسالة إلى الشيخ، عن طريق بعض محبيه، بأنك تريد الزواج من ابنته.
3- إن جاءت الموافقة المبدئية فاجلس مع الشيخ، وأخبره بإمكاناتك المادية، وما يخص حياتك.
4- بعد ذلك زيارتهم والجلوس معهم، والرؤية الشرعية للفتاة.
5- الاستخارة والتوكل على الله تعالى.

بقي أن نخبرك أن الاختيار لا يجب أن يقوم على صلاح الوالد دون الفتاة، فأنت ستتزوج الفتاة، وهي ستعيش معك العمر، فاختر بناء على ذلك.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً