السؤال
ما هي طرق التدريس الحديثة لتدريس مادة العلوم الشرعية؟
ما هي طرق التدريس الحديثة لتدريس مادة العلوم الشرعية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السيد محمد عيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين.
بداية نرحب بأستاذنا الكريم في الموقع، ونشكر له هذا السؤال الجميل الرائع الهام، ونريد أن نُذكر أحبابنا المعلمين والعاملين في حقل التربية والتعليم إلى أننا فعلاً بحاجة إلى أن نُعيد النظر في طرائقنا في تعليم الناس العلوم الشرعية وخاصة الطلاب، فنستحدث من الوسائل ومن المرغبات ما يعين طلابنا وأبناءنا على الفهم وعلى حب هذه المادة العظيمة، فالإسلام دين جميل، والتحدي أمامنا أن نقدم هذا الدين الجميل بصورة جميلة، مشوقة، مشرقة، حتى يستجيب الناس كما استجابوا لرسولنا - عليه صلاة الله وسلامه – ولن يبلغ علماء التربية مهما بلغوا في مهاراتهم وتطوير قدراتهم شيئًا إلى جوار هدي النبي - صلى الله عليه وسلم – في عظمته وفي تربيته، ولكي نُحيي مناهج التعليم لا بد أن نتأسى بالنبي - عليه الصلاة والسلام – الذي سبق كل النظريات بوضع قواعد هامة جدًّا في تعليم العلوم الشرعية وفي تأسيس التربية وبمعانيها العظيمة، - عليه صلاة الله وسلامه - .
وأعتقد أننا بحاجة أولاً إلى ترغيب الطلاب كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم – وكان السلف (جئت تطلب العلم أبشر فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يطلب). لا بد في علمنا أن نبدأ بالأشياء التي تلفت الأنظار، ونستخدم الوسائل التي استخدمها النبي - عليه الصلاة والسلام – نستخدم مهارة الصوت، نستخدم مهارة البدن، نستخدم التنبيه، نستخدم عناصر التشويق، نستخدم تكرار الكلام ثلاثًا كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يفعل ليُفهم عنه، نستخدم عناصر التشويق، نستخدم الأساليب الحركية، نستخدم الإشارات، نستخدم – كما قلنا – نبرات الصوت، نستخدم كذلك الوسائل المختلفة، فالنبي - صلى الله عليه وسلم – رسم لأصحابه مستطيلاً أو شكل مربع ورسم في داخله خطوطًا ورسم خارج المستطيل خطا ثم قال: هذا الإنسان، وهذا المحيط به: الأجل وهذه الخطوط الصغيرة - داخل المستطيل – العوائق والحوادث التي تصيبه، ثم الإنسان ينسى هذا الأجل المحيط به ويفكر في ذلك الأمل البعيد، وكذلك مسألة الطريق المستقيم يستخدم فيها وسيلة.
إذن استخدام هذه الوسائل من الأمور الهامة جدًّا في تدريس العلوم الشرعية، وفي تدريس غيرها من العلوم.
كذلك يلاحظ الإنسان المتتبع لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم – حسن الترتيب والاختصار في التعليم، لو أخذنا قول النبي - صلى الله عليه وسلم – لابن عمر بن أبي سلمة: (سمِّ الله، وكُل بيمينك، وكُل مما يليك)، النبي - عليه الصلاة والسلام – استخدم الوصايا المرتبة، (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)، النبي - عليه الصلاة والسلام – حرص على تعليم الناس ما ينفعهم، سألوه عن ركوب البحر والوضوء من مائه، فرد عليهم بفائدة زائدة ومختصرة، فقال: (هو الطهور ماؤه، الحِلُّ ميتته) علمهم علومًا لم يسألوا عنها، لكنهم في حاجة إليها.
وفكرة أن تكون العلوم بقدر الحاجة ونركز على الأمور الهامة، ونضخم ما حقه التضخيم، ونقدم ما حقه التقديم، ونؤخر ما حقه التأخير، هذه نفسها قضية من أهم القضايا في ميادين العلم والمعرفة، وكذلك ميادين الدعوة إلى الله تبارك وتعالى.
نلاحظ أيضًا أن النبي - عليه الصلاة والسلام – يستخدم أساليب الحوار، واستخدم أساليب العصر الذهني – كما يقال – (شجرة تشبه المؤمن، لا يسقط ورقها) فيقع الناس في شجر البوادي، ثم تأتي الإجابة بعد ذلك (النخلة) واستخدم النبي - صلى الله عليه وسلم – الاستفهام : أتدرون من المفلس؟ ، أتدرون ما الغيبة؟ .. استخدم النبي - عليه الصلاة والسلام – أيضًا عناصر التنبيه، فقال: (يا غلام) وأشار إلى جبل فقال: (هذا جمدان) انتبه الصحابة فقال: (سبق المفردون).
كذلك نلاحظ أن النبي - عليه الصلاة والسلام – كان يُعطي المعلومة بقدر الحاجة، والإنسان لا يحدث الناس بأمر قد يكون لبعضهم فتنة، كذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يُقبل على أصحابه وجلسائه بنفسه وبوجهه وبحفاوة شديدة وبإشراقة وجهه، - عليه صلاة الله وسلامه - والنبي - عليه الصلاة والسلام – علّم الحب وربَّى بالحب - عليه صلاة الله وسلامه - .
إذن استخدام هذه الوسائل، والوسائل الحديثة أيضًا متاحة، وأيضًا معرفة الأمور المهمة، وحسن ترتيب الدرس، وحسن تحضير الدرس، هندام المدرس واهتمامه بمظهره، هذه كلها أمور تصب في مسألة تطوير تدريس العلوم الشرعية وغيرها من العلوم.
كذلك ينبغي أن نستخدم أسلوب الحوار، أسلوب الإقناع، أسلوب إخراج الجواب من السائل، أسلوب التشويق إلى المعرفة عن طريق السؤال (ألا أدلك على أعظم سورة في القرآن) وغير ذلك مما ورد في سنة النبي - عليه صلاة الله وسلامه – وهي عبارة عن نظريات في التربية والتعليم.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.