السؤال
سؤالي هو:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما، وحتى عامي الـ17 كنت فتاة ملتزمة جدا، لا أستمع للأغاني وأعافها، وأنظر لأي فتاة تحب، أو تصادق الشباب بأنها فتاة غير مؤدبة، واعتاد مني الجميع الأدب والطيبة والأخلاق.
إلى أن أتى يوم وبطريق الخطأ والصدفة قبلت إضافة شاب على الايميل، ولم أكن أدري أنه شاب، تحدثت قليلا معه إلى أن تبين لي أنه شاب، فاعتذرت وأردت محوه، إلا أنه استفزني بكلماته وعباراته، فمن باب حب الفضول؛ ولأني لا أعرف كثيرا بمراوغات الشباب أبقيته، وبقيت أتحدث معه، إلى أن بدأت اختبارات الثانوية، ولم يكن بيني وبينه شيء الا أنني أفكر فقط فيه، وذلك أثر على معدلي العام، وبعد أن كنت من أصحاب الامتياز المرتفع أصبحت بتقدير جيد.
بعد ذلك تواصلت معه مجددا، وتعرفنا على بعضنا، وبقى يلح عليّ كثيرا على تحديد نوع العلاقة بيننا، ولكني كنت دوما أرفض الحب، (مع أنني كنت أحبه).
إلى أن أتى يوم واعترف لي بحبه لما رآه من حسن الأخلاق مني (حسب روايته) وبالمثل اعترفت له بحبي)، وبدأنا بالحديث، لم يكن ملتزما كثيرا، ويعرف البنات، ( واعترف لي بذلك)، والآن أصبح العكس تماما، فهو مخلص جدا، والأدلة كثيرة على ذلك، وذلك بسبب معاملتي له، وحبي وإخلاصي له، وليس بالسهل التغير، ولكنه أصبح شخصا مختلفا، واعترف أنه أضافني من باب حب الفضول للجنس الآخر، وهكذا (كعادة الشباب) ، وأنا أقسم بأنني لم أحادث أحداً لا قبله ولا بعده، وأحترم نفسي في كل الأماكن وأصونها.
المشكلة أننا الأن أصبحنا نقارب على السنة الـ4 التي نعرف بها بعضنا، أستميحكم بالكلمة (لكننا نعشق بعضنا كثيرا).
ولكن بالفترة الأخيرة أصبحنا دوما ما نتشاجر على أتفه الأسباب، (عودته أنني دوما أراضيه، وأسامحه)، وهو كذلك في بعض الأوقات، وهو شخص عاطل عن العمل حاليا مع أنه خريج جامعي، وميوله تقنية، له مدونة وله موقع، ويعمل بهما، ويريدني أن أهتم دوما معه بعمله، ( مع أنني أكره الأمور التقنية، وأكره العمل بها ( لكني أساعده ).
ومع النقيض فهو يحثني على الدراسة، ويذكر بأنه سيحبني أكثر لو اجتهدت، لكنني الآن أصبحت لا أحتمل ذلك، فأنا في الجامعة، وتخصصي طبي وصعب، وأود التركيز في الدراسة (صحيح أنني أحبه وأهتم لأمره)، لكني أريد أن أكون خالية البال، وأنشغل بدراستي (مع عدم إهماله).
لكني لا أستطيع التوفيق بينهما صحيح أن مستقبلي الدراسي أهم، لكني أحبه، لا أدري ماذا أفعل! لا أدري ماذا أفعل!؟
صحيح أن ثقة أهلي بي كبيرة جدا، وهذا أكثر ما يعذبني، يحبونني جدا، وأحبهم بالمثل، هم على وعي، ودين كبير جدا، أخاف دوما من قصة ثقتهم بي، وماذا سيؤدي بي الأمر لو عرفوا شيئا خصوصا أبي.
علما أني لست بفاقدة للحنان أو الاهتمام أو الحب، ولكن القلوب بيد الله، أعرف أنني متناقضة جدا في حبي، وأعلم أن حب الله أعلى وأهم، وأعلم أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ولكني لا أقدر على فعل شيء.
انصحني، جزاك الله خيرا.
دمتم بخير.