السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 28 عاما, عزباء, أعيش في بلد غير إسلامي, كنت متبرجة والحمد لله رزقني الله الإيمان, وامتثلت لأمر الله, وتحجبت, وواظبت على الصلوات, والصيام, والصدقات, وقيام الثلث الأخير من الليل, وأكفل يتيما, وكل هذا من فضل الله, والحمد لله.
نمط حياتي تغير كثيرا بعد الحجاب, إذ إنني لا أخرج من البيت كثيرا إلا للضرورة, مثل العمل, والجامعة, وعدد أصدقائي قل كثيرا, إذ أن أصدقائي السابقين بعيدون كل البعد عن الدين, لا بل إنهم يسخرون من الدين, وجوهم لا يناسبني الآن أبدا, وتقربت أكثر من الفتيات الصالحات.
مشكلتي أن البعض يرى أني بت معقدة بسبب أنني لا أنمص حاجبي كالسابق, وأرفض مصافحة الرجال ولبس البنطال, يقولون لي دائما بأن الدين دين يسر وليس دين عسر, أنا أفهمهم لكن للأسف هم لم ينشؤوا في ظل التربية الإسلامية, وأصبحت العادات والتقاليد المتعارف عليها هي التي تحكمهم.
أنا مقتنعة كثيرا بنمط حياتي الجديد, ومرتاحة له والحمد لله, وأمي وأبي يشجعونني دائما, وأنا واثقة كل الثقة أنني على صواب, إذ أن قرار الحجاب كان قراري بعد التعمق في الدين, وقراءة القرآن.
الكل يقول لي هل نسيت كيف كنت سابقا, وأنا أجيبهم بأن الذي يتوب من الذنب كمن لا ذنب له, وأن الله تواب غفور, مع العلم أنني لم أرتكب الكبائر أبدا, ولكنني كنت متبرجة, هذه المواجهات تكون مع عائلتي القريبة, مثل عماتي, وخالاتي, وبنات خالاتي, والتي أصبحت لا تطاق كثرة تعليقاتهم.
كل الأمور التي ذكرتها آنفا تجعل أمر زواجي معقدا أكثر, إذ إنني أريد الزواج من شاب ملتزم دينيا, وقدوته النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح, وللأسف هذا نادر جدا في محيطي, فصديقاتي يقلن لي بأنني أعقد الأمور, وأنني تقدمت في العمر, وأنه علي التساهل في طلبي, وأنه لن أجد ملتزما يقبل الزواج من فتاة في عمري.
أنا مؤمنة جدا بالقضاء والقدر, وأدعو الله كثيرا أن يرزقني الزوج الصالح الذي يعينني على ديني, ويعفني, ويكرمني, ويكون زوجي في الجنة, أدعو الرحمن أن ييسر أمر زواجي إن كان لي فيه خير, وأن يصرفه عني إن كان لي فيه شر.
ولكني أسأل: هل علي حق أن أسوق نفسي للزواج كما يدعي البعض؟ مع العلم أنني فتاة اجتماعية جدا, ولطيفة مع الجميع, ولكنهم يحملونني مسؤولية تأخر زواجي ويتهمونني بالتقصير.
وشكرا.