فصل
قد وفينا بما سبق الوعد بشرحه من والحمد لله ، فلننبه الآن على أمور مهمة : الأنواع الضعيفة
أحدها : إذا رأيت حديثا بإسناد ضعيف فلك أن تقول : هذا ضعيف ، وتعني أنه بذلك الإسناد ضعيف ، وليس لك أن تقول هذا [ ص: 103 ] ضعيف وتعني به ضعف متن الحديث بناء على مجرد ضعف ذلك الإسناد ، فقد يكون مرويا بإسناد آخر صحيح يثبت بمثله الحديث ، بل يتوقف جواز ذلك على حكم إمام من أئمة الحديث بأنه لم يرو بإسناد يثبت به ، أو بأنه حديث ضعيف ، أو نحو هذا مفسرا وجه القدح فيه . فإن أطلق ولم يفسر ، ففيه كلام يأتي إن شاء الله تعالى ، فاعلم ذلك فإنه مما يغلط فيه ، والله أعلم .
الثاني : يجوز عند أهل الحديث وغيرهم ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة من غير اهتمام ببيان ضعفها فيما سوى صفات الله تعالى وأحكام الشريعة من الحلال والحرام وغيرها . وذلك كالمواعظ ، والقصص ، وفضائل الأعمال ، وسائر فنون الترغيب والترهيب ، وسائر ما لا تعلق له بالأحكام والعقائد . وممن روينا عنه التنصيص على التساهل في نحو ذلك التساهل في الأسانيد ، عبد الرحمن بن مهدي رضي الله عنهما . وأحمد بن حنبل
الثالث : إذا أردت فلا تقل [ ص: 104 ] فيه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا " وما أشبه هذا من الألفاظ الجازمة بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك ، وإنما تقول فيه : " روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ، أو بلغنا عنه كذا وكذا ، أو ورد عنه ، أو جاء عنه ، أو روى بعضهم " وما أشبه ذلك . وهكذا الحكم فيما تشك في صحته وضعفه ، وإنما تقول : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فيما ظهر لك صحته بطريقه الذي أوضحناه أولا ، والله أعلم . رواية الحديث الضعيف بغير إسناد